الحديث عن صانع القرار الأميريكي ذي شجون ،وبالتالي لابد ونفرق بين صناعة القرار السياسي( جماعي) وسيكولوجية اتخاذهُ الفردية لشخص ( ترمب)، فالأولى تشمل هجين دائرة علاقات شخصية لترمب مع جماعة الضغط الأمريكية المعتادة، و لوبي تحكم _بأحدث أصدار وسمي ماشئت_ بما فيها دول الخليج، في حين الثاني أي " ترمب" يستبطن "رجل الأعمال / السياسي"، نظرية "التشيُّؤ" عند لوكاتش، والتي ترى أن قيمة العالم تقاس بما ينتجه من سلع وما يدرّه من أموال، وأن البشر محض سلع، أو بضائع فقط لاغير.
-لن نتحدث في عام 2025 عن الكونغرس ،أو كمايسمى " الكابيتول" ،بل سأرشدكم عن من يدير الجميع في صناعة القرار الأميريكي2025، وهي البروباغاندا الخفية بحلتها التكنولوجيا الجديدة، وبالتالي لتهزم أميريكا عليك قصف البروباغاندا الأمريكية التي يديرها وزارة كفاءة الحكومة، (بالإنجليزية: Department of Government Efficiency)، وهي لجنة استشارية رئاسية أمريكية. من أبرز اعمالها المعلنة الانسحاب من المنظمات والاتفاقات الدولية، وتبني استراتيجية تجميد المنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني ،ك تجميد الوكالة الأمريكية للتنمية، وأخرى غير معلن كوضع اليد على أصول واستثمارات وقروض صندوق النقد والبنك الدوليين ،وإدارة معاهدات القوى النووية (كوريا الشمالية نموذجًا)،وماسبق آليات إبتزاز معظم دول العالم وهلمجرا.
أذًا تعرفنا على صناع قرار استراتيجية الرسوم الجمركية
،واستراتيجية العقود الحكومية واستراتيجية الاستثمار" الإبتزاز" عابر القارات المعلن ،والغير معلن كاستراتيجية دعم الحكومات اليمينية المتطرفة في العالم ،لكن لابد نعرف ما أوضح العلماء الأمريكيون أنفسهم بأن المعادلة الفعلية للرسوم المفروضة على الولايات المتحدة من دولة أخرى تساوي العجز التجاري مقسوما على الواردات، إلا أن المعادلة المنشورة من مكتب الممثل التجاري الأمريكي تحتوي على مصطلحين إضافيين في المقام يلغيان بعضهما: (1) مرونة الطلب على الواردات بالنسبة لأسعار الواردات (ε)، و(2) مرونة أسعار الواردات بالنسبة للرسوم (φ)،وهذا خطأ ترمب المقصود.
عودة على بدء ؛بفرض لدينا بعض أسرار" بروباغندا الاقتصاد" الأمريكي ، وآلية التأثير، فلو سألت عن سردية الاقتصاد الواقعية ، فسيرد بأنها حاجات متعددة ومتزايدة تقابلها موارد محدودة لا تلبي الاحتياجات، لكن "البروباغاندا الأمريكية" لا تعترف بأن دول اخرى نجحت في حل المشكلة الاقتصادية (مثل الصين) عبر آلية مصالح مشروعة ،وتتهرب منهكذا حقيقة نحو آلية مصالح غير مشروعة ،بل تصدر مشكلتها الاقتصادية للعالم" التضخم" تحت مسمى التنمر الاقتصادي، ولعل أبرزها بروباغاندا اقتصاد الحماية، والشركات العابرة للحدود، وسلاسل الأمداد والتموين خصوصًا تتبعها " logistics tracking"، والخطير جدًا آلية الوصول للرقائق الإليكترونية.
مشكلتنا مع ترمب "غير المقيد" في فترة ولاية ثالثة بأنهُ سبق، و قسم دول العالم الى تقسيم غير معلن مخالف للأجندات الاقتصادية المحترمة، وهي أولاً قسم الأسواق ،وثانيًا قسم البورصات
لكن في أولًا الأسواق الناشئة حولها الى خاملة" بقرة حلوب" مثل دول الخليج، وليسمح لها بالعمل كأسواق ناشئة لابد، وتبرم صفقات تغطي العجز التجاري. والأخرى المتقدمة حولها الى ناشئة ،وليسمح لها بالعمل كمتقدمة لابد، وتهضم جرعة الرسوم الجمركية لتصبح رافعة إثراء الأميريكان ثراء فاحش.
أما بالنسبة لثانيًا قسم البورصات ؛فبورصات خارج الولايات المتحدة مقيدة ب سياسة أن تستثمر في الولايات المتحدة ،وذلك وفقاآلية تعمل على تحويل معظم أسهم البورصات الغير أمريكية الى أسهم هشة، وهذا مايزيد من حالة الهلع والبيع على المكشوف،وبالتالي يريد من بورصات الولايات المتحدة تحويل معظم أسهم البورصات الأميريكية التي يستثمر فيها الأجانب الى أسهم مغرية، وهذا مايزيد من حالة الاقبال والاستثمار كملاذ أمن بمافيها العملات الرقمية المشفرة .
حصل أن ما سبق لا يمكن تحقيقه عمليًا لإعتبارات عديدة ،وبالتالى بعض دول العالم ستعلن الحرب على الولايات المتحدة باستراتيجية التسويق الدولي، وهي عبارة عن أسواق تسويق، وتصدير ،وترخيص ،وإمتياز تجاري ،ومشاريع مشتركة ،والاستثمار الأجنبي المباشر. مثال مخططات كندا والصين.
ولو نجحت استراتيجية الصين وكندا مثلًا، وهذا متوقع في حربها المضادة وكبحت فرامل ترمب، وابقت العجز التجاري الأميريكي كماهو ،فتلقائيا ترمب سينتقل من حروب تجارية الى قلب أنظمة الحكم ،وجرها الى حروب وصراعات إقليمية.
-بالطبع لدينا مثال واضح في الشرق الأوسط ،فهو يتلاعب من حين الى آخر في " استراتيجية الانفراج الأقليمي "، أي التلاعب بشروط الدفع مقابل الحماية ،وهي بالمناسبة بروباغاندا سردية مضللة ضمن مخطط واصخ.
فهو اتفق مع بعض دول الخليج على تلقي الأموال، واستمرار الضربات على" الجمهورية اليمنية "حتى يُضعف جماعة أنصار الله، علمًا أنه يدرك بأن المخططات السابقة تمر عبر تقسيم اليمن الى شمال وجنوب، ويظل اليمن تحت الوصايا الخارجية ،وهذا الهدف الغير معلن Target ،ولذلك أصبحت المعادلة في عقل ترمب" أن الأسواق الناشئة والبورصات في دول الخليج معطلة من أنصار الله في حال استمروا في حكم اليمن، وبالتالي لابد وإسرائيل تستمر في صراعها مع دول الشرق الأوسط لتولد " ريفييرا من دون فلسطينيين". بالطبع نذكركم استراتيجة ترمب الصامتة حيال تمويل وشراكة تركيا في تكنولوجيا طائرات أف ٣٥ f35.وتبقى ماذا عن الغير معلن مع إيران!. يريد ترمب أمرًا واحدًا "،هو وقف تصدير النفط والمعادن للصين".
-هناك مثال عالمي كاستراتيجية الأموال مقابل الحماية وإبتزاز دول أوروبا( حلف) لـ«الناتو» في أوكرانيا. مجددًا لتفهم " صانع القرار الأميريكي" ،وليس ترمب وحده نظرًا لأن ترمب مهتمه اتخاذ القرار، عليكم فقط دراسة
استراتيجية "قطار توماس فريدمان"، بينما ترمب في الخفاء يسير وفق شقها الأخير ، أي وفق قاعدة " الغاية تبرر الوسيلة"، تراهُ اليوم يسير وفق شقها الأول بشكل علني
وختامًا؛ نقتبس لكم جزء من رسالة "توماس فريدمان" للرئيس ترمب حيث قال :-"إن الشرق الأوسط إما أن يولد من جديد كمنطقة قوية حيث تكون العلاقات الطبيعية والتجارة والتعاون أهدافًا محددة، أو يتفكك إلى بضع دول قومية صلبة محاطة بمناطق شاسعة من الفوضى وأمراء الحرب والإرهابيين الذين يتمتعون بخبرة مخيفة في استخدام المسيّرات".