آخر تحديث :الثلاثاء-17 يونيو 2025-01:19ص

اعمل نفسك ميت

الأربعاء - 19 مارس 2025 - الساعة 02:08 ص
عمر محمد السليماني

بقلم: عمر محمد السليماني
- ارشيف الكاتب


مباشرة بعد مغادرة زيلينسكي البيت الأبيض تتالت التصريحات الداعمة له من أوربا، استقبل في بريطانيا استقبال الأبطال, شعبيا وعلى مستوى عالي من قبل الملك تشارلز ورئيس وزراء بريطانيا، عقد مؤتمر قمة أوربي في لندن مباشرة لدعمه. ولازالت اللقاءات الأوربية مستمرة كان أحدثها لقاء "افتراضي" السبت ١٥ مارس لزعماء اوربيين.. عملوا بما جعلناه وراء ظهورنا "إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".

الصورة اختلفت كثيرا عربيا، بداية من لقاء ترامب بالملك عبدالله في البيت الأبيض.

مؤتمر قمة عربية متأخر غاب عنه بعض "الزعماء" العرب. هدف المؤتمر التصدي لتهجير سكان غزة، لأن التهجير سوف يكون غالبا إلى الدول العربية وبخاصة مصر والاردن. قدموا حلا بديلا عن التهجير، ولم يقدموا حلا بديلا عن الحصار والتجويع.. اعمل نفسك مييت.

هدد ترامب ولا زال يكرره بفتح أبواب جهنم على حماس إذا رفضت... الخ، أصبح هذا التهديد على لسان كل المجرمين في الكيان الغاصب، وتحول إلى ضوء أخضر لتنفيذ جرائمهم ضد غزة.

لم يوجهه ترامب مثل هذا التهديد بفتح أبواب جهنم إلا للعرب، بداية لحماس ثم الحوثي، وسوف يكون الحبل على الجرار ياعرب. اهانة واذلال وويل للعرب من شر قد اقترب... اعمل نفس مييت.

الدعم الإنساني وفك الحصار ومنع استخدام التجويع كسلاح حرب او كرت للتفاوض، كلها جرائم حرب وإبادة جماعية لا عذر حتى للأعداء من رفضها، أما "الشقيق" فلا يكفي منه الشجب والتنديد، حتى هذه أصبحت نادرة وعلى استحياء ورفع عتب.. فسقى الله ايام الشجب والتنديد العنتري الناري. اعمل نفسك مييت.

ما كان يجب على "الأشقاء" على الأقل وحيلة الضعيف ومن ناحية انسانية هو فرض فتح معبر رفح كمعبر إنساني مستدام، وإن كان بالقوة، القانون الإنساني الدولي بكل مسمياته يدعم ذلك، وهذا أقل القليل من الأخ لأخيه، لكن الإرادة غائبة، ولعل "أم الركب" أصابت بعض الأنظمة العربية. مَن يَهُن يَسهُلِ الهَوانُ عَلَيْهِ * ما لِجُرحٍ بِمَيِّتٍ إيلامُ.

إعمل نفسك مييت.

وما المرء إلا بإخوانه

كما تقبض الكف بالمعصم

ولا خير في الكف مقطوعة

ولا خير في الساعد الأجذم.