من يظن أن الضربات الامريكية الجادة ضد مواقع عسكرية واستخباراتية وصناعية ومخزنية لأجل القضاء على الحوثي، فقد أخطأ بظنه، فالضربات الامريكية لأجل فقط أضعاف الحوثيين الذين يمثلوا للمخرج البطل الدائم في سيناريو الشرق الأوسط الجديد.
من يظن أن الضربات الامريكية على صنعاء هدفها الرئيسي هو إنهاء تمرد الحوثي على صنعاء وتمكين الشرعية ، فقد أخطأ بظنه، فالضربات هي ورقة ضغط على ايران التي رفضت الجلوس على طاولة الحوار مع امريكا، لمناقشة برنامجها النووي واذرعها الأقليمية وقوتها الصاروخية دائمة التطور.
فعلاً المتضرر الاول من الضربات الامريكية هي أيران التي أخر اقوى اذراعها وورقتها الضاغطة لأمنها القومي الأقليمي والدولي ( الحوثيين ) في الشرق الاوسط ينهار أمام عيناها وهي عاجزة، علماً أن أيران تحاول الحفاظ على هذه الذراع او الإيهام بالتخلي عنها، عبر تصوير للمجتمع الاقليمي والدولي مبررات هزلية، وذلك عبر رد قائدها للحرسي الثوري على هذه الضربات، بأن الحوثيون يتخذون قراراتهم العملياتية بشكل مستقل.
الخارجية الامريكية عبر وزيرها ماركو روبيو يصرح بأنه تحدث إلى نظيره الروسي سيرغي لافروف عن الضربات ضد الحوثيين . علماً أن القنوات الاخبارية لهذا اليوم تتحدث عن أرتال من العربات العسكرية الثقيلة متجهه إلى القاعدة الروسية في طرطوس السورية، فهل هناك مقايضة روسية امريكية ضحيتها إيران.
ربما الضربات الامريكية على صنعاء هي الذريعة التي يريد بها حزب الحرب الأمريكي، الذي يسن جميع الحروب الامريكية في العالم، لجذب الرأي العام الدولي للموافقة على حرب أكبر ضد إيران، علماً أن هذا هو حلم ليس فقط دول الشرق الاوسط التي ستدفع فاتورة الحرب ضد إيران، بل أيضاً إسرائيل وتركيا اللتان ستكونان الأقوى بالمنطقة، وأيضاً أمريكا التي سترفع ميزانيتها عبر صفقات السلاح لهذه الحرب ضد إيران، ولكن ماهو موقف الصين من هذه الضربات والتي عكفت على نفسها لتقاوم حرب امريكا الاقتصادية عليها؟!.