آخر تحديث :الجمعة-09 مايو 2025-04:46م

أوروبا اعترفت بكوسوفو بعد استقلالها.. فهل تنتظرون مباركة مجلس الأمن؟

الجمعة - 07 مارس 2025 - الساعة 09:38 م
أسعد ابو الخطاب

بقلم: أسعد ابو الخطاب
- ارشيف الكاتب


لطالما كان الاستقلال قرارًا يُفرض على الواقع، لا منحة تُقدَّم من الخارج. عندما أعلنت كوسوفو استقلالها عن صربيا عام 2008م، لم تنتظر تصريحًا أمميًا، بل فرضت وجودها كدولة مستقلة، ثم تبعتها اعترافات الدول الكبرى.


فهل يتعلم الجنوب من هذا الدرس، أم سيظل يترقب الضوء الأخضر من القوى الدولية؟


الاستقلال لا يُمنح.. بل يُنتزع:

لم تحصل أي دولة على استقلالها عبر بيانات الإدانة أو المطالبات الدبلوماسية وحدها، بل كان العامل الحاسم دائمًا هو فرض الأمر الواقع. كوسوفو، رغم معارضة صربيا ودعم روسيا لها، لم تتردد في إعلان استقلالها، ومع مرور الوقت وجدت نفسها تحظى باعتراف أغلب دول العالم، بما في ذلك معظم دول أوروبا والولايات المتحدة.


أما في الجنوب، فرغم أن المعطيات على الأرض تشير إلى وجود دولة مستقلة بحكم الواقع، إلا أن القيادات الجنوبية لا تزال تتعامل مع القضية بحذر مبالغ فيه، وكأنها تنتظر قرارًا دوليًا لن يأتي إلا بعد فرض الواقع داخليًا.


الحوثي يعترف بحدود دولتكم.. فلماذا تترددون؟


القرار الأخير للحوثيين بفرض جوازات السفر على القادمين من الجنوب إلى الشمال هو بمثابة اعتراف غير مباشر بأن الجنوب لم يعد جزءًا من دولة واحدة.

هذا التطور كان يمكن أن يكون ورقة قوية بيد المجلس الانتقالي الجنوبي لتعزيز موقفه دوليًا، لكنه حتى الآن لا يزال في مرحلة ردود الفعل، بدلًا من اتخاذ خطوات عملية لترسيخ استقلال الجنوب.


ما المطلوب من القيادة الجنوبية الآن؟


1- إعلان موقف سياسي واضح: على المجلس الانتقالي إصدار بيان حاسم يؤكد أن الجنوب لم يعد جزءًا من الوحدة اليمنية، وأن التعامل مع صنعاء سيكون على أساس دولتين منفصلتين.


2- فرض السيطرة على المنافذ الحدودية: كما قامت كوسوفو بترسيخ سيطرتها على أرضها، يجب على الجنوب إحكام قبضته على المنافذ البرية والجوية والبحرية، والتصرف كدولة مستقلة بالفعل.


3- إصدار وثائق رسمية جنوبية: إذا كان الحوثي قد فرض جوازات سفر شمالية، فلماذا لا يعلن المجلس الانتقالي الجنوبي إصدار جواز سفر جنوبي معتمد داخليًا، كخطوة رمزية لفك الارتباط؟


4- تفعيل الدبلوماسية الخارجية: يجب أن يتحرك المجلس الانتقالي الجنوبي للتواصل مع الدول المؤثرة، تمامًا كما فعلت كوسوفو، التي حصلت على دعم أوروبي سريع بعد استقلالها.


الجنوب ليس بحاجة إلى تصريح دولي.. بل إلى قرار داخلي!


العالم لا يعترف إلا بمن يفرض نفسه على الأرض.. كوسوفو لم تنتظر موافقة مجلس الأمن، بل فرضت استقلالها واعترفت بها العشرات من الدول، رغم المعارضة الصربية.

واليوم، لدى القيادة الجنوبية فرصة تاريخية مماثلة، فهل ستمتلك الجرأة لاغتنامها، أم ستواصل سياسة الانتظار حتى إشعار آخر؟


التاريخ لا يرحم المترددين، والاستقلال لا يُوهب، بل يُنتزع!