في السياسة لا شيء مستحيل كل شيء ممكن ، وكما قيل أن السياسة هي فن الممكن ، وهو ما عمله ترامب رئيس أمريكا لعب بكل الاوراق الممكنة ورماها على الطاولة ، أسلوب المقامرون الذين نشاهده في أفلام الكابوي رعاة البقر ، الذين يستحلون كل شيء وخلط الأوراق بعثرتها وتغير الحقائق وأخذ ما يستطيعون أخذه بالحيلة والابتزاز ، بل وصل به الأمر ما عمله مع حلفائه في حلف الناتو أن أعلنها جهرا وصراحة أن الأرض الأوكرانية أصبحت روسية طبعا هو يقصد جزيرة القرم ولوغانسك ودنيتسك ، وتفاوض مع الرئيس الروسي مباشرة دون أن يتصل برئيس أوكرانيا لعرض الامر عليه ويطلب موافقته، طبعا لم يعول لراي اوكرانيا يسخر ويستهزأ بكل القيم والاعراف لمن حوله ، وقبل لقائه بالملك عبدالله الثاني كان قد أعلن أن سيهجر الشعب الفلسطيني في غزة ، الى سيناء مصر والاردن ، وحين سئل هل ستوافق مصر والاردن في استقبال المهجرين من غزة ، قال سيوافقون ولدينا ما يجبرهم على الموافقة ، يقصد المعونات الأمريكية لدعم الاقتصاد في مصر والاردن منذ أتفاق كامب ديفيد للسلام في ١٩٧٨م بعد حرب أكتوبر ١٩٧٣م .
جاءت زيارة ملك الأردن عبدالله الثاني الى أمريكا بدعوة من الرئيس ترامب لملك الاردن ومصر والمفترض كان برفقة رئيس مصر عبدالفتاح السيسي، تخلف السيسي عن الزيارة وأعتذر وحضر الملك عبدالله ، هل وقع الملك عبدالله الثاني في شرك المصيدة أم أستطاع النط من فوق الحفرة ، و السؤال لماذا تخلف عبدالفتاح السيسي عن الزيارة ، هل كان يدرك ما سيحدث .. ؟
هل أستشار الرئيس المصري معاونيه واهل الرأي والشورى ، وأن كان كذلك لماذا الملك عبدالله الثاني لم يستشير معاونيه ولم يقرأ المشهد ولم يدرك انه سيقع في الفخ ، وقد قيل سابقا في المثل ما خاب من أستشار والله يقول أمرهم شورى بينهم ( الشورى ٣٨) ، والسؤال هل ملك الأردن عبدالله الثاني لم يفطن السياسة كما يفطنها المصرين حتى وقع في فخ ترامب ، لقد نصب له الأمريكان فخ لم يكن يتوقعه الملك عبدالله الثاني بعد اللقاء المغلق مع ترامب ، لقد فوجئ بمؤتمر صحفي نصبه ترامب لا حراج ملك الأردن ، ومهما يكن كيف حدث ذلك دون تنسيق مع ملك الاردن ، ولكنه ترامب الذي لا يهتم ولا يراعي البرتوكول والأصول والاتفاقيات الدبلوماسية ، لكن كيف تجاوز الملك عبدالله الثاني من الوقوع الفخ .. ؟
خاصة بعد تصريحات ترامب المستفزة أمام الصحفيين ، واسئلة الصحفيين الامريكان الذين حاولوا ، أن يخرجوا منه تصريح يؤيد اعلان ترامب ، كان الملك عبدالله الثاني مرتبكا في البداية ثم عاد وتمالك نفسه وربط جائشة ، عاد و أتسم بالهدوء وبالرد الدبلوماسي حيث قال نحن في الاردن في انتظار المشروع المصري المشترك ، ويحسب له قوله في هذا التصريح انه ربط موقف الأردن ، بالموقف العربي الموحد .
هل فوت الرئيس المصري الفرصة على ترامب بأن يكسب جولة حين أعلن تأجيل زيارته لأمريكا ، ربما يكون السيسي ومصر اكثر خبره بأمريكا وإسرائيل ، أظافة الى ذلك أعتبر السيسي أن تصريحات ترامب المستفزة عن تهجير شعب غزة ، وقبل اللقاء المرتقب مع ترامب كان لإخراج رئيس مصر وملك الاردن
ومن جهة أعتبر الصحفي في جريدة الاهرام المصرية ، أشرف العشري أن تأجيل زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، جاء كقرار لموقف مصر ، الرافض لأي ضغوط تمارس تجاه تهجير الشعب الفلسطيني في غزة .
فعلها السيسي ورفض غطرسة وعنجهية ترامب المستفزة.