الجرائم المرعبة المروعة التي قام بها نظام الأسد داخل سجونه على مدى نصف قرن هي مدة حكمه الاجرامي. تلك التي روعت حكاياتها مناماتنا كذلك في الأيام الماضية. والتي جاوز رعبها ووحشيتها أعتى خيال لدى صناع هوليود.
وقد مارسها النظام المجرم ليس بحق بضع مئات. بل بحق مئات الالاف من الشعب السوري. او كما وصفتها أختي Radia Al-Attas اثناء الذهول والصدمة التي اعترت نقاشاتنا حولها "ما هذا!...شعب سوري آخر كان يعيش تحت الأرض خرج من تلك السجون".
ذلك تاريخ مرعب خلف ضحايا حرروا الآن. ولكن... سيعودون إلى الحياة مثخنين. مما يستوجب على السلطة الجديدة القيام فورا دون إبطاء بحملة علاج وترميم نفسي و "ثيرابي" لهولاء الضحايا وكذلك لذويهم. في عموم سوريا. حملة تسهم فيها الأمم المتحدة "منظمة الصحة العالمية" والمنظمات الدولية والعربية والسورية ذات العلاقة.
إلى ذلك فهناك أمر لا نظنه يفوت السلطة السورية الجديدة. إلا وهو ان لا يشمل العفو العام الذي أعلنته. الشخصيات التي اشرفت أو أعطت الأمر بالجرائم. والسجانون الذين قاموا بتنفيذها. يجب ان ترصد وتجمع الجرائم والوثائق التي تثبت ادانتهم. ومن ثم يتم محاكمتهم وعقابهم.
هولاء مجرمون ومرضى نفسيون. وقد فقدوا المكان والوسائل والضحايا الذين كانوا يوفرون لهم ممارسة سلوكهم غير السوي ووحشيتهم. ويفرغون فيهم اذى امراضهم وعقدهم.
وهم على حالتهم المخيفة هذه! إن لم يعاقبوا أو يسجنوا. وظلوا طليقين مبثوثين بين الناس. فإنهم يشكلون خطر كبير قادم. ومرتع للجريمة في اوساط المجتمع السوري.