كثير من الناس لا يعانون من الاكتئاب بل يعانون من الواقع الدي نعيشه اليوم خلال تسع سنوات من الحرب و الغريب في الامر ان ما يدعى المحافظات المحرر الوضع الاقتصادي و الامني و الخدماتية متدهور و مخيف جدا بينما المحافظات الشمالية المسيطر عليها الانقلابيون وهي اكثر كثافه تعيش حاله من الاستقرار الامني و السياسي و الخدمات خاصة بعد فتح ميناء الحديدة و هروب رجال الاعمال من الجنوب إلى الشمال نظرا الامتياز المقدم لهم في جمارك الحديدة مع استقرار حالة الريال اليمني .
تسربت معلومات تشير الى تقدم المفاوضات بين الحوثيين و الوسيط العماني في مسقط على هدنة طويلة الامد قدمت السعودية فيها تنازلات للحوثيين مقابل تراجع الحوثيين عن قرارهم السابق في وقف ضخ النفط من ميناء ضبة و شبوة مقابل صرف مرتبات المحافظات الشمالية من عام 2014 كان يصر الحوثيين على صرفها من إيرادات النفط من حضرموت و لكن الاتفاق الاخير عجل من قبل السعودية في إيداع منحة مبلغ مليار و مائتين مليون دولار يذهب 80% إلى صنعاء رواتب تقريبا يعادل مليار دولار.
منحت السعودية تسهيلات اقتصادية إرادية للحوثيين بينما من دافع و قاتل وقدم تضحيات تعذبه في الخدمات و المرتبات كأنها تكيل بمكيالين للأسف كانت الحقيقة واضحة من بداية الحرب عن دور السعودية و الامارات تجاه جنوب اليمن على رغم تقدم المفاوضات في مسقط الا ان القضية الجنوبية غائبة عن طاولة المفاوضات في مسقط و الرياض و لا احد يتحدث عنها لا الوسيط العماني و حتى السعودية المتحدثة باسم الحكومة اليمنية الغريب في الامر الحوثيين لا يعترفون بمجلس الرئاسة و الحكومة لكنهم معترفين بطرف النزاع و هي السعودية في الوقت اللي المجلس الانتقالي شريك الحكومة لكنه غير معترف به من قبل الوسيط العماني و الحوثيين و هذا يدل على ان الاولوية عند السعوديين هي وقف الحرب و التفاوض مع طرف الحرب حكومة صنعاء رغم تمسك وفد صنعاء بالوسيط العماني .
قطع الوفدين شوط كبير في المفاوضات في مسقط لكن هذا المفاوضات مرهونة بتقدم العلاقات بين السعودية و ايران الذي شهدت العلاقات تقدم و سمح بتبادل البعثات و فتح السفارات لكن قضية حقل الذرة النفطي خلق حاله من التوتر بين إيران و الكويت و السعودية مما جعل السعودية تؤجل تعين سفير لها في طهران إذن المفاوضات مرهونة بملف العلاقات السعودية الإيرانية لان الحوثيين دراع من اذرع ايران في المنطقة .
دور الامارات مستبعد من تلك المفاوضات في مسقط و لا تعتبرها السعودية شريكة معها لكنها للأسف خطورتها اخطر على جنوب اليمن اذا ظلت تتوسع عسكريا و اقتصاديا بدون الاعتراف او تقديم حلول في المحافظات الجنوبية و هي تستطيع طرح ملف القضية الجنوبية على قمة المستويات الدولية اذا ارادت لكنها لا تستطيع ذلك خوفا من هجمات الحوثيين عليها و منع إيران من تحرك اماراتي نظر لتبادل الاقتصادي بينهما ، للأسف صمت القيادات الجنوبية تجاه المفاوضات فيه ريبه من الشك لانهم لا يملكون القرار السياسي ان الذي يملك القرار في اليمن شمالا و جنوبا هي السعودية يجب ان نعترف بالحقيقة و اذا كانوا يملكون قرارهم تكون القضية الجنوبية الاولوية او العدم لأننا نشاهد اليوم صديقنا مع عدونا عندها عرفنا ان الاثنان اعدائنا واحد سرا و الاخر جهرا.