اكثر ما يؤلم الضحية من العمال ليس النقابات بل صمت قادة النقابات و وحشية سكرتارية المجلس العمالي في محافظة حضرموت . لكن السؤال الدي يطرح نفسه هل حقا نحن عندنا حركة عمالية علي امتداد البلاد حتما سيكون الجواب بلا لان الاغلبية تعرف ذلك و خاصة من موظفين القطاع العام و المؤسسات ان النقابات قد ماتت و دفنت بعد الوحدة و لا داعي نكذب او نحي العظام و هي رميم. تعالوا نتحدث عن قيادة العمال. هذا القيادة سيطرت علي المجلس العمالي قبل الوحدة ثم توحدت البلاد لكن النقابة ظلت بثوبها القديم الجديد مع النظام الجديد و لم تتغير القوانين و الافراد بل ظلت القيادة تدعي انها الشرعية الممثلة للعمال و انخرطت مع جماعة الفيد بعد حرب 94 حتي النقابات داخل المرافق و المؤسسات انتهت و لم تستطع الدفاع عن العمال و حقوقهم خوفا من بطش الاجهزه الامنية و الاستخباراتية داخل مرافق الدوائر فصار رجال الامن السياسي هم ادوات السلطة و عيونها علي اي تحرك او مطالب للعمال فظل العمال صامتين لان الراس فقد و ضعفت قوته فلم يبقي الا الروح و لكنها بلا جسد. كانت الحكومة و سلطاتها تبول و تدعس الموظفين لكن دور الحركة النضالية و قادتها مغيب لانها تعلم تحريك ملفات الفساد داخل سكرتارية النقابات و البحث عن اصول النقابات لذلك سكتت سكرتارية النقابات و الزمت الصمت و ظل الموظفين بين كماشة ظلم السلطة و تخدير النقابات و سياق احلام و اوهام من الخيال. لكن عندما تقارن النقابات العمالية في البلدان الخارجية و النقابات في البلدان العربية و منها الحركة العمالية في اليمن خاصه و الجنوب عامة تلاحظ غياب الوعي و الشفافية و المصداقيه و الفرق بينهم مثل الاعمى و البصير مع الاختلاف في الخبره و الانتماء . للاسف النقابات في الجنوب عامة و حضرموت خاصة فقدت مصداقيتها بين العمال لانها بالدرجة الاولي ليس هي حركة عمالية صحيحه بل هي جزء من النظام السياسي و اداة له لذلك ضعف دور النقابات داخل المرافق الحكومية و اصبح دور هامشي بل زاد الطين بله انحطاط الوضع السياسي و اختلط الحابل بالنابل و ضاعت حقوق العمال و غابت لجان شئون العاملين ودور النقابه واصبح دور النقابات داخل المرافق موسمي لاغير في اختيار نقابه جديدة تاخد لها كم سنه مثل قيادة المجلس العمالي التي تهالكت و هرمت قيادتها بعد ما بلغت الاجلين فكيف لها ان تعطي و تتواكب مع الاحداث و المتغيرات علي الواقع و خاصة دعوة النقابات الاخيرة بانها تدعي للعصيان المدني مع العلم المجلس العمالي الحالي لا يستطيع يعمل عصيان مدني حتي تحت مقره اي سكة يعقوب فكل ما سمعناه قربعة في تنك لاجل لفت الانظار الية من قبل مكون سياسي جنوبي رغم انه يدرك خطورة اللعب بالنار من قبل الطغمة الحاكمة في حضرموت بانها ستقلب الطاولة علية و ترجعه الي ادراجة رغم ان السلطة تعلم علم اليقين ان النقابات لا تستطيع حل قضية نقابة واحدة او ان تدعي كل النقابات الي لقاء موسع و هذا الذي لم نشاهدة اكثر من ربع قرن ان سكرتارية المجلس العمالي في حضرموت دعت الي اجتماع موعد لمناقشة قضايا العمال و قضايا الغلاء و حقوقهم الدي راحت مع ظلم النظام و دفنت كما دفن القانون من قبل الحكومة و بمباركة النقابات. فعلي المجلس العمالي يعلم ان الانسان يعيش بصبره لا بقوته اذا كان حقا لدينا نقابات حر و شريفه لا مسيسة او مشخصه لافراد علي مدار الزمن و المكان. اخيرا نقول للذي يدعوا للعصيان وواثق من نفسه '' لا يخدعنك هتاف القوم بالوطن فالقوم بالسر غير القوم في العلن.. نتمني حركة عمالية جديدة تواكب المرحلة من قادة العمل النقابي من مرافق الدولة في جنوب اليمن و حضرموت خاصة لا حركة عمالية قديمة عفي عليها الزمن و ماتت مع موت النظام لكي لا نخشى ان تتحول النقابات الي اداة تدافع عن النظام بدل الدفاع عن حقوق العمال...
كاتب سياسي