آخر تحديث :السبت-17 مايو 2025-10:01م

الأستاذ فاروق المفلحي: قلت شيئا واخفيت اشياء

الثلاثاء - 09 مارس 2021 - الساعة 10:53 ص
عبده النقيب

بقلم: عبده النقيب
- ارشيف الكاتب


الأستاذ فاروق المفلحي: قلت شيئا واخفيت اشياء
حياك الله.
قرأت مقالك الموسوم ب(مؤتمر أديس ابابا..هواء ساخن!!). اود ان اعرج على بعض الأفكار التي اثرتها في مقالكم المعنون أعلاه .انا من المدعوين وبإلحاح لحضور مؤتمر اديس لكني لا أؤيد أي عمل يتم بهذه الطريقة فقد نضجنا ولم يتعظ ممن لازالوا يعيشون في الماضي الآفل. تستطيع ان تبحث في مآلات مؤتمر القاهرة 2010 الذي لا يختلف عن مؤتمر اديس والذي رفضنا المشاركة فيه لنفس الأسباب التي انت تعرضت لها لترى ما فائدة عقد المؤتمرات بهذه الطريقة القديمة. هكذا هي ثقافة الجنوب الشمولية والتي يحتكر أصحابها الوطنية والنضال التي مازالت تعشعش في عقول بعض القيادات والنخب المثقفة التي تربت في عهد الأنظمة الديكتاتورية والتي اعتادت على دعوة الناس فقط للتشريع لعمل يقف خلفه مجموعة معينة واجندة جاهزة وكأننا مازلنا نعيش في عام 1965. كنت اود ان اسمع منك في رفضك لمؤتمر اديس عبر تقديم البدائل والحلول لمعالجة الوضع المأساوي القائم والمشرعة ابوابه على اسوأ الاحتمالات ولو انه لم نعد نتصور أي وضع أسوأ من الذي نعيشه اليوم.
لست من الذين ينادون بالديمقراطية على الطريقة السويدية فلنا ظروفنا وخصوصياتنا ووضعنا المختلف وايدنا زعامة الانتقالي من هذا المنطلق حتى وان كانت اغلب قيادته هم من اولاد عفاش وأحزاب اليمن فربما بوجود مناضلي مشروع الاستقلال والحق الجنوبي بينهم نستطيع ان ننجز شيء نحلم به منذ ربع قرن لكن وقناعتي هذه مذ لحظة تأسيس المجلس ان الطريقة التي بها تشكل المجلس لا تنشد الوصول بنا الى الاهداف التي يتغنى بها شعب الجنوب ويضحي من اجله شباب الجنوب المغبون.
لن نشارك في مؤتمر اديس لكننا لسنا راضين عن أداء المجلس ولا داعي ان توجه النقد لمؤتمر اديس خوفا على مكانة المجلس فالمجلس ايضا تشكل عن طريق الاختيار والاهواء الشخصية وفقا لأجندة التحالف ولا نتحدث عن اداء المجلس الغير مرضي وهو الأهم في المسألة فأريدك ان تحدثني عن تشكيل الجمعية الوطنية والمهام التي تؤديها حتى تتخوف من مؤتمر اديس.
عزيزي فاروق
اراك تتخوف من مؤتمر اديس وكانه ابليس الدي سيخرجنا من الجنة و تؤيد المجلس الانتقالي بأدائه المعروف خلال السنوات الأربع الماضية دون نقد فإنك بهذا تتجاهل الواقع المأساوي وعجز الانتقالي عن مواجهة الهجمة والمؤامرة التي يقف خلفها التحالف العربي ووكلائه في جماعة الاخوان وشلة الفساد. تدعو الجنوبيين للحوار مع الانتقالي ودخول البيوت من أبوابها وقد بحت أصوات الناس بالدعوة للحوار ولا من مجيب رغم ان المهمة أساسا ملقاة على عاتق الانتقالي وهذا ماكنا ننتظر منه ولم يخفق في إنجازها فحسب بل انه لا يريد ان يفعل بل قل انه محرّم عليه التفكير بهذا حتى وان نادى بها فهو تأسس أصلا لأداء مهمة محددة تخدم اجندة التحالف فقط. كانت هناك ثورة قدمت قوافل الشهداء ونضال متراكم ممتد لعشرون عاما اجتثت سلطات الاحتلال فأعادها الانتقالي لتحكم خناقها على شعب الجنوب في قوته وكرامته فعن ماذا ندافع وماذا سيفعل مؤتمر اديس بعد الذي نحن فيه.
التصدي لاي عمل جنوبي خوفا من ان يأتي لمزاحمة الانتقالي ومنافسته امر غير منطقي ولا نستحسنه عزيزي الأستاذ فاروق المفلحي. كنت اود منك ان ترفض مؤتمر اديس وفي الوقت ذاته ان تتصدى لأخطاء الانتقالي لعلنا نستطيع تقويم أدائه وتفعيل دوره ولو ان الامر صعب فنحن أصلا في مواجهة قوى التحالف العربي وادواته بمن فيهم المجاميع المعشعشة داخل قيادة الانتقالي نفسه.
كنا ننتظر من الانتقالي ان يقود ويلملم شمل الجنوب بالتحضير والدعوة لمؤتمر وطني يمثل شرعيا الطيف الجنوبي يقر برنامج وطني ثوري واضح وقيادة وطنية مستقلة نستطيع مسائلتها والوقوف امامها وتغييرها. فلا يحق للانتقالي الادعاء بتمثيل أحد دون ان يخضع للمساءلة امامه. حتى وان قبلنا بقيادة الانتقالي فإننا نطلبه للمساءلة والتقييم الدوري والتغير والتبديل والمشاركة في اتخاذ القرارات الوطنية بمسئولية وشفافية دون وصاية او مصادرة لحق شعبنا وهذا ما يفتقده الانتقالي في اداءه وعمله ومن الخطأ التفكير بالتصدي لمؤامرة جماعة الاخوان المدعومين من التحالف العربي عبر الدفاع الغير منطقي عن الانتقالي. إذا أردنا ان نحبط المؤامرات التي تستهدف مستقبل الجنوب وشعبه فإننا بأمس الحاجة لقيادة جنوبية مستقلة الإرادة قابلة للمساءلة تعيش هم الوطن والمواطن المطحون.
لا يعقل ان الوصول لهدفنا في الاستقلال وبناء النظام السياسي المدني الحضاري الديمقراطي يأتي عن طريق الرياض او أبو ظبي بالطبع لا والف لا فتلك الطريق لن تؤدي بنا سوى الى السقوط في وحل العمالة وضياع السيادة الوطنية ولنا في تاريخ (جملوكية) صنعاء الممتد من 1970 2014 عبرة ودمت بعافية عزيزي فاورق.
عبده النقيب