آخر تحديث :الجمعة-18 يوليو 2025-02:30ص

(يقرع الظُلم أبوابنا ونحن عنه صامتين)

السبت - 11 أغسطس 2018 - الساعة 06:14 م
محمد السعدي

بقلم: محمد السعدي
- ارشيف الكاتب


في كل يوم في مدينتي عدن يقرع الظُلم أبوابنا ونحن عنه صامتين ،يقرع على أحلامنا وأمانينا فيدمرها ،يقرع على كل أملاً فينا فيحطمه، يقرع أمام أعيننا فلا نستطيع النطق به.

خيم الخوف في قلوبنا من هذا الظُلم اللعين وسكن في ألسنتنا فلم نستطع التكلم عنه. 

عن ماذا أتحدث؟ عن الظُلم الذي يجري في مدينتي من إغتصاب، خطف، قتل، إغتيال، متاجرة في الأعضاء البشرية.

كلنا قد سمعنا ورأينا ماحصل وماسيحصل في هذة المدينة المشؤمة. 

مدينتنا الجميلة التي كان المثل يُضرب فيها بالأخلاق وحسن التعامل والأدب والفنون والمناظر الخلابة أصبحت كالغابة يقتل فيها القوي الضعيف دون رحمة أو شفقة ،يسيطر فيها أولو الظُلم والبطش على أولو البأس الشديد الذين قد قدموا الغالي والنفيس في تحرير هذة المدينة ،يسفك فيها الدماء من كان هارباً في الجبال مختبئ حتى تنتهي الحرب فيصبح هو البطل وهو الذي تسلق على ظهور الشهداء والجرحى حتى اصبح في منصبه المعين به. 

لا أستطيع وصف مشاعري تجاه ما أراه في هذة المدينة لا أستطيع أن أنطق بالحق لأنني أعلم كيف سيكون مصيري آما مقتولاً مرمياً في أحد الشوارع أو مأسوراً مكبلاً في أحد السجون المخفية. 

لماذا كل هذا الظُلم في مدينتي بالذات؟ مالذي فعلته بكم هذه المدينة حتى تلقى كل هذا الحمل من الدمار والتشتت؟! 

أسئلة كثيرة تدور في بالي ولم أجد لها أي حل؟!!.

ولكنني موقن أن غداً ستشرق شمس الحرية على هذه المدينة وستظهر كل أجابة لسؤال دار في بالي وستبعثر أشعة الشمس هذا الظلام وستحوله إلى نور وسيرحل الباطل وسينتصر الحق.