احياناً عندما يتأخر الطعام بعد طبخه يبرد ، وإذا برد رائحته النفحة والطعم الممتع واللذيذ يفر منه , فلم نستطع اكله حتى وان كان جميلاً ولذيذاً ,لأنه لم يأتِ بوقته الذي تتلهف له .
فالوقت عامل مهم بالنسبة للإنسان الذي يملك حلماً كمثل حلم بحجم اهداف شعب الجنوب الذي يناضل من اجله منذ سنوات وكلنا نعي ذلك وندركه جيداً .
وأيضا للقول مدة صلاحية كما لكلٍ شي .
فما يفيدني أن تأتيني بقولٍ او فعلٍ منتهي منذ زمن وفاقد الصلاحية حتى وان كان صحيحاً وفصيحاً واخلاقياً يدل على الاعتراف والبراءة والمصداقية فلا قيمة له حينها .
فانا اشبه هذا القول او الفعل بالذي يأتيك بالبذور يوم الحصاد !
وبالمثل العربي القديم ( بالصيف ضيّعت اللبن ).
ونقول لإخواننا في الشمال زملائنا واصداقنا ( اشقائنا الكرماء ) الذي نحبهم ونحترمهم :
ان قضيتنا عادلة بكل ماتعنيه الكلمة ، سواء اعترفتم بها ام لم تعترفوا ، ولن يفيدنا ذلك في شيء !!
وستجري الاعترافات لا ارادياً ولو مستقبلاً بعد حين على السنتكم وأفواهكم فالحق جلي وواضح وسيرجع لأهله ان شاء الله , ولكن حينها لن يعود لكم بالنفع في شيء ، لان كل ذلك فات اوانه وفقد صلاحيته كما اسلفنا !
فان لم تكسبوا المواطن الجنوبي اليوم لن يقبل ذلك منكم غداً ..
وبما اننا مسلمون نعبد رباً واحداً حرم على نفسه الظلم فكيف ترضوا بالظلم بيننا وعلينا ، فالله عز وجل حرم الظلم على نفسه كما جاء في الحديث عن أبي ذر رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل أنه قال : ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا )
وان الله سبحانه يمهل الظالم ولا يهمله ثم اذا اخذه لم يفلته اخذ عزيزٍ مقتدر !!
وأذا اردتم ان تعيشوا في حياة خالية من الظلم فعليكم ان تمنعوا الظلم على غيركم ، كما هو حاصل على شعب الجنوب ، ولن نطالبكم بذلك ابداً !!
ولكن عامل الوقت والمؤشرات تظهر يوما تلو الاخر من مبادرات من اخواننا في الشمال تدل على الاعتراف والاعتذار والتوسل , الذي كان من الاولى ان تقال قبلها بفترة من الزمن فما بالكم ان كان غير جاداً ولا صادقاً , وبما اننا تعدينا المرحلة الذي كان يمكن ان يساعدنا فيها مبادراتهم ومواقفهم قتحقن دماءاً وتمنع ازهاق نفوساً بريئة فما كان ردنا لهم الا عفواً .
لأننا لن نعيد حساباتنا ولن ننظر الى شخصٍ ما اكثـر من مرة حتى وان اعترف بعد فوات اللآوان .
فالشخص ألذي لم يقتنع بأهداف شعب الجنوب ولو لمرة فلن نقتنع بما يقوله الف مرة ، فما بالك اذا جاء متأخرا ومنتهي الصلاحية ..!!
كاعترافات تجار الحروب من نهبوا الجنوب وثرواته وقتلوا ابناءه وما زالوا قبحهم الله فلا خير فيهم .
الى اخواننا في الشمال ابناء الشعب وعامته مثقفين ونخبة نقول اذا كان الجنوبيين لا يديرون الوحدة ويريدون العودة الى الماضي الدفين الى عصر الشيوعية او الاشتراكية او الالحاد بعد ان اخرجهم الله من ظلمات الفرقة الى نور الوحدة وأبوا ذلك ، فخلو سبيلهم !!
وما يفيدكم من وحدتكم معهم ، ما زادكم الا خبالاً وتخلف كما يزعم البعض .
وانتم اخواننا قد نصحتونا كثيراً عن فضلها ومقاصدها وأهدافها وأديتم واجبكم على اكمل وجه وجزاكم الله خيراً ..
وأقول انا كشخصي لو لم اكن يمني جنوبي لوددتُ ان اكون يمني شمالي , ولكن سأسمح وبكل اريحيه وقناعة لإخواني في الجنوب ان يأخذوا حقهم لأنها تزهق نفوس وتمارس جرائم بسببي كفرد ، ثم كمجتمع ، اذا لم يكونوا على قلب رجل واحد وعلى محبة ومودة ووئام بالوحدة .
فنصيحتي لأخواني في اليمن الشمالي
فالأولى منكم اذا اردتم وكنتم جادين في مبادراتكم وأقوالكم واعترافاتكم نريد ان نشاهدها بأعيننا ويحس المواطن الجنوبي بصدق نيتهم وهذا اقولاً ثم افعالاً ومحتاجة منكم لوقتٍ ايضاً لأنه الظلم الذي مؤرس عليه يوما بعد اخر على سنوات ، فمن المستحيل ان تكسبه في شهر او شهرين ولديه الاوجاع والآلام المتراكمة منذ عقود من الزمن .
فما بالك اذا كانت كل تلك الاعترافات خاليه من المضمون حبراً على ورق او على الفضاء الالكتروني فقط فما يكون تأثيرها أذن ..!!
نتمنى ان تكن الرسالة وصلت .
وللحديث بقية .
