آخر تحديث :الثلاثاء-30 ديسمبر 2025-03:11م

يومٌ أظلمت فيه عدن في عِز النهار!

الإثنين - 05 ديسمبر 2016 - الساعة 06:03 م
مريم محمد

بقلم: مريم محمد
- ارشيف الكاتب


اااه وكم هو مؤلم ذلك اليوم، وكم هي ثقيلة، بائسة، حزينة تلك اللحظات! 

ذلك اليوم الذي غابت فيه الشمس مبكرة عن عدن، وغطى فيها السواد على كل بقعة بيضاء في جسد هذه المدينة المسالمة!
هذه المدينة التي أظلمت على ساكنيها ونكست رأسها باكية من حزنٍ أصاب قلبها وكسر فؤاد شعبها وسرق الفرح من قواميس حياتها !

في هذه اللحظات أتذكر تلك الساعات التي فزعنا فيها على صوت التفجير الانتحاري الذي استهدف أبونا وأبو كل العدنيين ، ذلك الوالد الحنون الذي ما أن تولى أمور هذه المدينة حتى ضم جميع ابنائها إلى حضنه وعمد على لملمة جراحها والإهتمام بها ومحاولة تطويرها والنهوض بها، لكن أعداء السلام والإنسانية والمجرمين الذين لايحبون أن يروا عدن تنعم بالسلام والأمان ولا أن تقف على رجليها، حيث ظلوا يترصدون لهذا الولد البار والبطل المقدام الذي لم توقفه مؤامراتهم وإجرامهم من أن يحاول جاهداً ويصمد ويثبت على الأرض لتنهض عدن وتتكأ على ساعديه وتقف بشموخ متحدية كل من سعى ويسعى لإركاعها.

ظل هذا البطل هكذا لم يكل أو يستسلم لعصابات الإجرام التي مافتأت تهدد وتتوعد، حتى فاض حقدها وغيضها فأرسلت مجرميها بمفخخاتهم ليترصدوا لسيارته ويفجرونها وتنتقل روحه الطاهرة إلى بارئها ويحترق ماتبقى من جسده ويتفحم كل شيء بالمكان كما تفحمت الحياة بعيون ابنائه الذين كانوا يأملون الخير فيه ويرون عدن وسط حدقاته.

عامٌ كامل مرّ على هذه الحادثة الأليمة ولم يتغير شيء من محبة هذا البطل في قلوبنا بل إزدادت عظمته وتُوج بلقب الشهيد الحي في قلوب عدن وأهلها..
سيظل اسمك أيها الشهيد نبراساً نستمد منه الحب والاخلاص لهذه المدينة،
ستظل قدوتنا في التضحية والفداء ،
ستظل أبونا الذي سلبنا إياه الإرهاب وسنظل أبناءك الذين سنحارب الإرهاب ونجتثه من مدينتنا مدينة السلام..
نم قرير العين ياشهيدنا ولا نامت أعين الجبناء المتخاذلين وإنا على دربك سائرون

مريم محمد