بتوفيقٍ من الله تعالى، وفي إطار جهوده الدؤوبة للإصلاح بين الناس ودرء الفتن، تمكّن الشيخ عبدالرحمن الجُعري، القائد أبو عمر – حفظه الله – من إنهاء قضية ثأرٍ قبليٍّ دامت قرابة أربعين عامًا بين آل لحول وآل أسلم، في مديرية عين بمحافظة شبوة جنوب شرق البلاد، وهي القضية التي راح ضحيتها العشرات من شباب ورجال القبيلتين.
وقد كُتبت نهاية هذا الثأر – بعد توفيق الله عز وجل اولاً – ثم بفضل الجهود الكبيرة والمضنية التي بذلها القائد أبو عمر الجُعري لأكثر من عامٍ ونصف، سعى خلالها إلى تقريب وجهات النظر بين الطرفين، وحثّهما على تغليب تعاليم الدين الحنيف والقانون على الأعراف الجاهلية، والدعوة إلى العفو والصفح كسبيلٍ وحيدٍ للوصول إلى حلٍّ سلمي يضع حدًا للاقتتال.
وكان هذا الصراع قد ألحق أضرارًا جسيمة بالنسيج الاجتماعي، وعمّق العصبية القبلية، وخلّف عشرات الضحايا من الأبرياء، فضلًا عن ما سبّبه من خوفٍ دائم وحزنٍ عميق داخل الأسر، وتهديدٍ مباشرٍ لأمن المجتمع واستقراره وسكينته العامة.
وتوّجت هذه المساعي المباركة بتوقيع صلحٍ قبليٍّ بين الشيخ علي محمد هشلة ممثلًا عن آل لحول، والشيخ أحمد عبدالله دومان ممثلًا عن آل أسلم، نصّ على إنهاء الثأر والاقتتال بشكلٍ نهائي، والتوصل إلى حلٍّ يرضي الطرفين، ويحقن الدماء، ويطوي صفحةً سوداء من سلاسل الدم التي استمرت لأربعة عقود.
ويُذكر أن هذه القضية ليست الأولى التي ينجح القائد أبو عمر الجُعري – حفظه الله – في إنهائها، بل تأتي ضمن سلسلةٍ طويلة من قضايا الثأر والنزاعات القبلية التي بذل فيها جهودًا عظيمة لإصلاح ذات البين، ابتغاءً للأجر والثواب، وتعزيزًا للوازع الديني، وحرصًا على حقن دماء المسلمين.
فقد سبق لجهوده أن أثمرت في إنهاء عددٍ من قضايا الثأر بين قبائل محافظة شبوة، من بينها قضية استمرت سبعين عامًا، وأخرى دامت عشرات السنين، كان ضحيتها خيرة الشباب والرجال، وخلّفت عشرات الأسر المفجوعة بأبنائها.
وقد أسهمت هذه الجهود المباركة في تعزيز الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي، ونبذ العنف، وتمكين مؤسسات الدولة من أداء واجباتها تجاه المجتمع، والحد من ظاهرة اجتماعية كانت تُشكّل عائقًا كبيرًا أمام التنمية والاستقرار في جزءٍ عزيزٍ وغالٍ من أرض الوطن.