سلّط الكاتب والسياسي السعودي تركي القبلان الضوء على التحديات البنيوية التي تواجه المشهد السياسي والأمني في محافظتي حضرموت والمهرة، مشيرًا إلى تصاعد التناقض بين منطق السلاح وثقافة الدولة، وما يترتب عليه من انعكاسات خطيرة على الاستقرار ومستقبل الفاعلين المحليين.
وأوضح القبلان أن الدولة، وبموازاة موقفها الصارم في حسم خياراتها، تواجه في المقابل تهديدات متنامية من داخل المجلس الانتقالي الجنوبي نفسه، قد تكون أكثر فتكًا بمشروعه على الصعيد الداخلي، لا سيما مع تزايد احتمالات التفكك والانقسام داخل بنيته التنظيمية.
وأشار إلى أن الجناح العسكري، الذي شكّل العمود الفقري لنشأة المجلس ونفوذه، ينظر إلى أي مسار قائم على القبول السلمي أو الاحتواء السياسي باعتباره تراجعًا استراتيجيًا يمس جوهر القوة التي راكمها خلال السنوات الماضية، وهو ما يفاقم حدة التباين بين منطق السلاح ومنطق السياسة.
وبيّن الكاتب أن هذا التناقض يفتح شقوقًا داخلية يصعب ترميمها، ويُضعف قدرة المجلس على تقديم نفسه كفاعل موحد، فضلًا عن تقويض ثقته بذاته قبل ثقة الأطراف الأخرى به، الأمر الذي ينعكس سلبًا على المشهد العام في حضرموت والمهرة، وعلى فرص بناء نموذج مستقر قائم على مؤسسات الدولة لا على موازين القوة المسلحة.