الطفلة مريم الدغفلي.. رسالة نضال وإبداع من ساحة العروض
بقلم/ د. شمسان عبيد
مدير عام الدراسات العليا والبحث العلمي - جامعة لحج
قدّمت الطفلة مريم مهيوب محسن الدغفلي الحالمي لوحة مشرفة في كلمتها أمام الحشود المليونية في ساحة العروض بخور مكسر، وأوصلت رسالة واضحة لكل الأحرار في العالم مفادها أن النضال والإبداع لا يرتبطان بعمرٍ معيّن، بل بالإرادة والوعي والانتماء للقضية.
إن الارتباط بين العلم والنضال يبدأ من الأسرة أولًا، ثم المجتمع، ويتجذر في الإرث الثقافي والنضالي للشعوب. وتنتمي الطفلة مريم إلى أسرة عُرفت بالعلم والتنوير والعمل الاجتماعي؛ فجدها الحاج محسن الدغفلي كان وما يزال مثالًا للنضال والتضحية والعلم، ومن قبله والدها الراحل مسعد علي الدغفلي، رجل الدين والعلم والإصلاح، الذي اضطلع بدور بارز في إصلاح ذات البين والتوثيق الاجتماعي في حالمين وردفان ويافع.
وقد أظهرت كلمة الطفلة مريم فصاحة وثقة لافتتين، عكستا هذا الإرث المتراكم، وقدرتها على مخاطبة الجماهير بوعي وإحساس عميق بالقضية، ما أثار إعجاب الحضور المليوني المطالب بإعلان دولة الجنوب في ساحة العروض. كما عُرفت بحبها للاطلاع والقراءة، واهتمامها بالاستماع لأصوات الأحرار في الساحات، متأثرة بالبيئة النضالية المحيطة بها.
وتجلّت قوة الرسائل التي عبرت عن تطلعات الحشود المليونية في ساحة العروض من خلال كلمة الشيخ عبدالرب النقيب، مرجعية يافع والجنوب عامة، الذي تجاوز الثامنة والثمانين من عمره، وكلمة الطفلة مريم التي لم تتجاوز العاشرة، إنها الإرادة والعزيمة التي استوعبت المفارقات العمرية الجنوبية والتي رسمت لوحة واحدة أكدت أن العلم والنضال قيم تتوارثها الأجيال ولا تعرف سنًا.
وفي الختام، أتمنى لشيخنا ومرجعيتنا الجنوبية الشيخ عبدالرب النقيب الصحة والعافية وطول العمر، وأتمنى للطفلة الموهوبة مريم الدغفلي التوفيق في مسيرتها المستقبلية، مع الدعوة إلى رعاية هذه المواهب الوطنية الواعدة باعتبارها رصيدًا أخلاقيًا وثقافيًا لقضية عادلة ومستقبل مشرق.
