يشهد المؤتمر العلمي الدولي، الذي تنطلق أعماله يوم غدٍ الأحد وعلى مدى يومين متتاليين في العاصمة المؤقتة عدن، برعاية دولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ/سالم صالح بن بريك، وبإشراف رئيس جامعة عدن الأستاذ الدكتور/الخضر ناصر لصور، والأستاذ/ عمار شرعان رئيس المركز الديمقراطي العربي في برلين، مشاركة علمية واسعة لعدد من الباحثين والأكاديميين من داخل الجمهورية اليمنية ومن الجزائر والمغرب.
وينظم المؤتمر مركز الدراسات البيئية والمناخية بجامعة عدن بالشراكة مع المركز الديمقراطي العربي في برلين، تحت عنوان:
«حماية البيئة وتحقيق الأمن المائي في ظل التغيرات المناخية: تحديات الواقع وآفاق التنمية المستدامة»، وذلك عبر الحضور المباشر وتقنية التحاضر عن بُعد، في إطار تعزيز البحث العلمي المشترك، وتبادل الخبرات العلمية في مجالات البيئة والتغير المناخي والأمن المائي والتنمية المستدامة.
وتتوزع الأبحاث العلمية المشاركة في المؤتمر على جلسات علمية متخصصة، تناولت في مجملها قضايا بيئية ومناخية معاصرة، حيث تناقش أبحاث اليوم الأول موضوعات متعددة، من أبرزها: أثر التغيرات المناخية على العمارة الطينية في عدد من المدن اليمنية، وإدارة المياه الجوفية العابرة للحدود كآلية لتحقيق الأمن المائي المستدام، والتقييم الجيومكاني والهيدرولوجي لمخاطر الفيضانات وانعكاساتها على الأمن المائي والبيئي، إلى جانب تقييم جودة مياه الشرب والمخاطر الصحية المرتبطة بها، كما تستعرض جلسات المؤتمر أبحاثًا علمية تركز على الإدارة المستدامة للنفايات الصلبة، وتحسين تقنيات استعادة المعادن من البطاريات المستهلكة، وتحليل الجودة البكتريولوجية لمياه الشرب المنزلية، إضافة إلى تحلية مياه البحر كخيار استراتيجي لتعزيز الأمن المائي، بما يعكس تنوع محاور المؤتمر وارتباطها المباشر بالتحديات البيئية الراهنة.
أما جلسات اليوم الثاني، فيناقش خلالها المؤتمر أبحاثًا تتناول السلامة البيئية والغذائية، والرقابة الدوائية كمدخل لحماية البيئة، ودراسة ميدانية لمشكلات خدمات مياه الشرب ووضع الحلول المناسبة لها، وتحليل التغيرات المطرية وأثرها على الأراضي الزراعية، والتوجه نحو الزراعة الذكية مناخيًا وانعكاساتها على تحقيق الأمن الغذائي، إلى جانب أبحاث حول تأثيرات التغيرات المناخية على المناطق الساحلية وإمكانات التكيف وإجراءات التخفيف. كما تشمل محاور المؤتمر أبحاثًا فكرية وقانونية وشرعية، تناقش دور الاتفاقيات الدولية في حماية البيئة، وحماية البيئة بين أحكام الشريعة الإسلامية والمعايير الدولية للقانون الدولي للبيئة، ومبدأ الاستخلاف في الأرض وأثره في ترسيخ المسؤولية البيئية الدولية، إضافة إلى العدالة البيئية كمدخل لتعزيز الأمن المائي في ظل النزاعات والتغير المناخي، بما يعكس شمولية الطرح العلمي وتكامل أبعاده.
وفي تصريح له أكد مدير مركز الدراسات البيئية والمناخية بجامعة عدن الدكتور/فواز باحميش، أن المؤتمر يمثل منصة علمية مهمة لعرض أبحاث رصينة تسهم في فهم التحديات البيئية والمناخية واقتراح حلول علمية عملية لها، مشيرًا إلى أن جميع الأبحاث المشاركة خضعت لمعايير علمية دقيقة، وأن مخرجات المؤتمر وتوصياته ستسهم في دعم صناع القرار والجهات المعنية، وتعزيز دور جامعة عدن كمؤسسة أكاديمية فاعلة في خدمة قضايا البيئة والتنمية المستدامة على المستويين الوطني والإقليمي.
وسيختتم المؤتمر العلمي بجلسة ختامية تخصص لاستعراض أبرز النتائج والتوصيات التي خلصت إليها أوراق العمل والمناقشات العلمية، مع التأكيد على أهمية تحويل هذه المخرجات إلى برامج عملية ومقترحات سياسات قابلة للتنفيذ، تسهم في دعم الجهود الوطنية والإقليمية لمواجهة التحديات البيئية والمناخية، وتعزيز الأمن المائي والغذائي، بما يرسخ دور البحث العلمي في خدمة التنمية المستدامة، ويعزز مكانة جامعة عدن ومركز الدراسات البيئية والمناخية كمؤسسات أكاديمية وبحثية فاعلة في هذا المجال.