قال الباحث والسياسي العدني بلال غلام إن جوهر أي نقاش جاد حول الفيدرالية لا يجب أن يتوقف عند شكل التقسيم أو عدد الأقاليم، بل عند الكيفية التي سيُعاد بها تعريف وضع عدن داخل هذا التكوين الجديد، متسائلًا بشكل مباشر: هل ستُمنح عدن حق حكم نفسها بنفسها؟
وأوضح غلام أن الحديث عن فيدرالية عادلة يفرض منح كل كيان حق إدارة شؤونه السياسية والاقتصادية والخدمية، مشيرًا إلى أن عدن، بتاريخها السياسي والإداري، لا يمكن التعامل معها كوحدة تابعة أو هامشية داخل أي إقليم أوسع، إذا كان الهدف هو بناء نظام مستقر ومستدام.
وأكد أن التجربة التاريخية في خمسينيات وستينيات القرن الماضي تُظهر أن عدن ومحيطها عرفت أشكالًا من الحكم الذاتي والإدارة المحلية، وهو ما يجعل المطالبة اليوم بحق عدن في إدارة نفسها مطلبًا منطقيًا لا يتعارض مع أي مشروع حديث للدولة، بل ينسجم معه.
وشدد غلام على أن تجاوز هذا السؤال أو ترحيله سيقود إلى خلل بنيوي في أي صيغة فيدرالية مقبلة، لأن حرمان عدن من حقها في الحكم الذاتي سيعيد إنتاج الصراع بدل معالجته، وسيحوّل الفيدرالية إلى مجرد إعادة توزيع للأزمة لا أكثر.
واختتم بالقول إن النقاش حول حكم عدن لنفسها ليس دعوة للتصعيد أو الانقسام، بل شرط أساسي لنجاح أي مشروع وطني حقيقي، محذرًا من أن تجاهل هذه الجزئية سيجعل أي تقسيم فيدرالي هشًا وقابلًا للانفجار في أي لحظة.
غرفة الأخبار / عدن الغد