في إطار مواكبة التوجهات الحكومية الاستراتيجية لإعلان عام 2026 عامًا للطاقة، وسعيًا لتحقيق متطلبات التعافي المستدام وإعادة إعمار البنية التحتية، عملت وزارة التعليم الفني والتدريب المهني على تنفيذ عدد من المشاريع التي تعزز دور التعليم الفني كشريك محوري في تحقيق التنمية المستدامة وإنجاح رؤية عام الطاقة 2026.
وقد نجحت جهود الوزارة، ممثلة بالوزير الدكتور خالد احمد الوصابي، ووكيل الوزارة رئيس المكتب الفني الدكتور معاذ المليكي، في الحصول على منحة من جمهورية كوريا الجنوبية، لتطوير تخصصات الطاقة المتجددة في اليمن وتأهيل الكوادر الفنية بما يتوافق مع احتياجات سوق العمل، وقد شملت المنحة ثلاث محافظات يمنية هي حضرموت وتعز وعدن.
معمل الطاقة المتجددة في المكلا
بعد نجاحهم في الحصول على منحة كورية لتطوير تخصصات الطاقة المتجددة في اليمن، دشن وزير التعليم العالي والتعليم الفني والتدريب المهني الدكتور خالد احمد الوصابي، ومدير المشروع ووكيل الوزارة رئيس المكتب الفني الدكتور معاذ المليكي، في نوفمبر 2024، بحصد أول ثمار المنحة على أرض الواقع، وذلك من خلال تدشين معمل الطاقة المتجددة وافتتاح قسم الطاقة المتجددة في المعهد التقني الصناعي بالمكلا، بحضور محافظ حضرموت السابق مبخوت بن ماضي، وسفير جمهورية كوريا الجنوبية في اليمن "بونج كاي دو".
المعمل الذي يعد الأول من نوعه على مستوى اليمن، يشمل معدات وأجهزة تدريبية للطاقة الشمسية وطاقة الرياح وخزن الطاقة، ويهدف إلى تأهيل الكوادر المحلية الشابة ورفع كفاءتهم للقدرة على العمل بجدارة في مجال الطاقة المتجددة وتقنياتها وخدماتها اللوجستية، وتطوير قدرات المدربين في تخصصات المعهد وإجراء الأبحاث والدراسات الفنية والإدارية التي ترتقي بعمل المعهد وترفع من أدائه.
معمل الطاقة المتجددة في عدن:
في 25 نوفمبر 2025، كانت مدينة عدن على موعدٍ مع تدشين معمل الطاقة المتجددة في المعهد التقني الصناعي بالمعلا، والمقدم كمنحة من كوريا الجنوبية.
وقد جراء التدشين بحضور وزير التعليم العالي والفني والتدريب المهني الدكتور خالد احمد الوصابي، ونائب وزير التعليم الفني الأستاذ عبدربه غانم المحولي، ومدير المشروع وكيل الوزارة رئيس المكتب الفني الدكتور معاذ المليكي، بالإضافة إلى الدكتور أحمد كُليب وكيل الوزارة لقطاع المعايير والجودة ، ووكيل محافظة عدن لشؤون الشباب الأستاذ عبدالرووف السقاف، وسفير كوريا الجنوبية لدى بلادنا بونج كاي دو.
ويضم المعمل أجهزة تدريبية متقدمة في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، إضافة إلى أنظمة خزن الطاقة، بما يسهم في تطوير قدرات طلاب المعهد وتأهيلهم في مجالات الطاقة النظيفة، وتمكينهم من اكتساب المهارات المطلوبة لسوق العمل. بالإضافة إلى تعزيز برامج التدريب العملي في مجال الطاقة المتجددة.
معمل الطاقة المتجددة في تعز
حرصت وزارة التعليم الفني والتدريب المهني على أن يكون لمحافظة تعز نصيباً من المنحة الكورية لتطوير تخصصات الطاقة المتجددة في اليمن، وقد تم تقديم معمل متكامل من وحدات تدريبية لقسم الطاقة الشمسية في معهد الحصب الصناعي بمدينة تعز، ليكون ذلك المعمل نافذة أمل تساهم في بناء مستقبل مشرق لأبناء الوطن.
الوزير الوصابي: مشروع معمل الطاقة المتجددة يمثل علامة فارقة في مسيرة التعليم الفني والتدريب المهني*
أشاد وزير التعليم العالي والتعليم الفني والتدريب الدكتور خالد الوصابي، بالدعم الكوري في مجال الطاقة المتجددة، مؤكداً أن مشروع معمل الطاقة المتجددة بالتعليم الفني يعد الأول من نوعه على مستوى الجمهورية اليمنية، ويمثل علامة فارقة في مسيرة التعليم الفني والتدريب المهني نحو رحلة التعليم المستدام في مجال الطاقة المتجددة وبناء كوادر مؤهلة على التحوّل إلى الطاقة النظيفة وتطوير البرامج الحديثة التي تواكب تطورات سوق العمل، بوصف الطاقة المتجددة الخيار الإجباري للحاضر والمستقبل للمساهمة في تطور اقتصاد البلد.
معاذ المليكي: مشروع الطاقة المتجددة يهدف إلى ردم الفجوة بين المخرجات واحتياجات السوق
وفي هذا الإطار، أوضح الدكتور معاذ المليكي، وكيل الوزارة رئيس المكتب الفني ومنسق المنحة، أن هذا الإنجاز لم يكن وليد الصدفة، بل جاء تتويجاً لجهود دؤوبة ومتواصلة هدفت إلى استعادة الثقة مع المجتمع الدولي وفتح آفاق واسعة للشراكة مع الدول المانحة. وأكد المليكي أن هذه الشراكات أثبتت فاعليتها القصوى في رفد مؤسسات التعليم الفني بأحدث التجهيزات التقنية التي تفتقدها، مما يسهم بشكل مباشر في ردم الفجوة بين المخرجات التعليمية واحتياجات سوق العمل المتنامي للطاقة النظيفة.
وأضاف الدكتور المليكي أن الرؤية الاستراتيجية للوزارة من خلال هذه المنحة تتجاوز مجرد توفير المعدات؛ إذ تهدف إلى إحداث نقلة نوعية في فلسفة التعليم الفني للانتقال من مرحلة "التدريب التقليدي" إلى مرحلة "التمكين المهني والإنتاج"، بحيث يتحول الطالب من متلقٍ للمهارة إلى منتجٍ فاعل قادر على المنافسة والابتكار. وأشار إلى أن المشروع يعتمد على أحدث تقنيات المحاكاة لأنظمة الطاقة الشمسية والرياح والهيدروجين، مؤكداً أن المرحلة الثانية من المشروع ستتوسع لتشمل جميع المحافظات المحررة، لتعزيز دور التعليم الفني كرافعة أساسية لإنجاح رؤية عام الطاقة 2026.
ثمار اولية للمنحة: دبلومات نوعية، تدريب مستمر، وحضور وطني لافت
ولم تتوقف عجلة الإنجاز عند توفير التجهيزات فحسب، بل سارعت الوزارة ومكاتبها لقطف ثمار هذه المنحة وترجمتها إلى واقع تعليمي ملموس، حيث تم تدشين تخصص "دبلوم تقني في الطاقة المتجددة" في كل من المعهد التقني الصناعي بالمكلا ومعهد الحصب بتعز. وقد شهد هذا التخصص النوعي إقبالاً واسعاً وغير مسبوق من قبل الطلاب الراغبين في الانخراط في سوق العمل الحديث، بالتوازي مع تنفيذ أكثر من 30 برنامجاً ودورة تدريبية قصيرة في مواضيع مختلفة بالمجال، استهدفت رفع كفاءة الشباب والمهندسين.
هذا الحراك التعليمي انعكس جلياً من خلال المشاركات النوعية لمدراء العموم والمدربين والطلاب في المحافل الوطنية والدولية، حيث شارك الدكتور سالم باجابر، مدير مكتب الوزارة بساحل حضرموت، بفاعلية في مؤتمر الطاقة الوطني الأول (YFNEC 2025) بعدن، باحثاً مع السفراء والشركاء الدوليين -بمن فيهم السفير الكوري- سبل استدامة هذه المشاريع وربط مخرجاتها باحتياجات التعافي الوطني.
كما تميزت كوادر وطلاب التعليم الفني في "معرض حضرموت الأول للطاقة الشمسية والمتجددة" في ديسمبر 2025، حيث استعرض جناح المعهد التقني الصناعي نماذج تدريبية متقدمة من المنحة الكورية، شملت أنظمة توليد الكهرباء الهجينة (شمسية ورياح) ونماذج إنتاج الطاقة من الهيدروجين، مما أبهر الزوار وأكد جاهزية التعليم الفني للانتقال من قاعات التدريب إلى ميادين الابتكار والإنتاج.