قال السياسي هاني علي سالم البيض إن اليمن يعيش واقعًا معقدًا تحكمه الاتفاقات المؤقتة وإدارة الأزمات بدلًا من معالجتها جذريًا، مؤكدًا أن الاتفاقات التي تُوقّع لا تهدف إلى إنهاء الصراع بقدر ما تسعى إلى ترحيله إلى مراحل لاحقة.
وأوضح البيض، في منشور له، أن مسميات الاتفاقات تتغير، كما تتبدل العناوين والتواريخ والتوقيعات، فيما تبقى الأزمة اليمنية واحدة بلا حل أو حسم أو تسوية حقيقية، ولا حتى رؤية وطنية مشتركة يمكن البناء عليها لإنهاء الصراع المستمر.
وأشار إلى أن كل جولة جديدة من الاتفاقات تأتي برعاية ووساطة مختلفة، لكنها في جوهرها تؤجل الصراعات بدلًا من معالجتها، لتعود لاحقًا وتنفجر بأشكال أكثر قسوة وتعقيدًا، ما يفاقم معاناة الشعب اليمني ويزيد من حدة الانقسام السياسي والاجتماعي.
وأضاف البيض أن اليمن بات فعليًا “جمهورية إدارة الأزمات”، حيث تقابل كل مرحلة سياسية باتفاق جديد، ويقود كل اتفاق إلى أزمة جديدة أو صراع مؤجل، يستمر أو يتجدد مع مرور الوقت، دون الوصول إلى حلول مستدامة.
وفي ختام حديثه، عبّر هاني علي سالم البيض عن أمله في أن يتمكن اليمنيون من تجاوز هذا الواقع، مؤكدًا أن الأمل في يمنٍ أفضل لا يجب أن يُؤجَّل، رغم تعقيدات المشهد وتراكم الأزمات، وموجهًا تحياته للجميع مع الدعاء بأن يحمل المستقبل حلولًا حقيقية تنهي معاناة اليمن واليمنيين.