مع إشراقة صباح كل جمعة، تتحول مدينة لودر بمحافظة أبين إلى نقطة جذب لافتة، حيث ينبض سوق الحمام والدجاج والأرانب بالحركة، وتختلط أصوات الباعة بمناداة المشترين، في مشهد شعبي يعكس روح المدينة وبساطة أهلها.
السوق ليس مجرد مكان للبيع والشراء، بل مساحة اجتماعية مفتوحة، يقصدها المواطنون من لودر والقرى المجاورة، بحثًا عن كل ما يلزمهم؛ من طيور للزينة، ودجاج بلدي للتربية أو للاستهلاك، وأرانب بأسعار متفاوتة تناسب مختلف القدرات. وتتنوع المعروضات بين حمام بأنواعه، ودجاج محلي معروف بجودته، وأرانب تلقى إقبالًا متزايدًا، خاصة مع ارتفاع أسعار اللحوم.
يبدأ النشاط باكرًا، ومع الساعات الأولى للصباح تتكدس الأقفاص، وتدور المساومات، فيما يتبادل الناس الأخبار والضحكات، لتتحول الزيارة إلى عادة أسبوعية ثابتة. ويؤكد عدد من الباعة أن يوم الجمعة هو “يوم الرزق”، حيث ترتفع حركة البيع مقارنة ببقية أيام الأسبوع.
ورغم بساطة السوق وافتقاره إلى التنظيم الرسمي، إلا أنه يؤدي دورًا اقتصاديًا مهمًا، إذ يوفر مصدر دخل لعشرات الأسر، ويسهم في دعم التربية المنزلية التي باتت خيارًا شائعًا لمواجهة الغلاء. كما يشكل متنفسًا اجتماعيًا، ومناسبة “لكل شيء” كما يصفه الأهالي؛ للبيع، والشراء، واللقاء.
يبقى سوق الحمام والدجاج والأرانب في لودر واحدًا من الملامح الشعبية التي تصر على البقاء، شاهدة على علاقة الناس بالأرض والحياة اليومية، وعلى قدرة الأسواق الشعبية على الصمود رغم كل التحديات.