تحت مظلة من الرعاية الرسمية والدعم الإنساني المكثّف، دُشّن صباح اليوم الأحد مخيم عمليات العيون المتخصص في إجراء عمليات سحب المياه البيضاء (الكتاراكت) وزراعة العدسات، في مستشفى الضغط المركزي بمديرية الضبط محافظة المهرة. يأتي هذا المخيم كمرحلة ثانية ضمن سلسلة من المبادرات الصحية التي تهدف إلى معالجة آلاف الحالات الحرجة من ضعاف البصر والمكفوفين جرّاء المرض في المحافظة والمناطق المجاورة
جاء التدشين برعاية وزير الصحة العامة والإسكان، ومحافظ محافظة المهرة الشيخ محمد علي ياسر، وبالتنسيق الفاعل مع وزارة التخطيط والتعاون الدولي، والإدارة العامة للمخيمات بوزارة الصحة، ومكتب الصحة بالمحافظة. ويُعد المخيم ثمرة تعاون بين عدة جهات محلية ودولية، حيث يخضع للتمويل والإشراف المباشر من مؤسسة العون المباشر مكتب اليمن، وبمساهمة تمويلية من مؤسسة نهد التنموية، فيما تتولى مؤسسة عين الصحية التنفيذ الميداني للمشروع، الذي يُقدّم خدماته بالمجان الكامل بنسبة 100% للمستفيدين
وفي كلمة خلال افتتاح فعاليات المخيم، أكد محافظ المهرة الشيخ محمد علي ياسر أن الأوضاع في المحافظة "مستقرة والعمل يسير بشكل طبيعي ولا توجد أي إشكالية"، مشيراً إلى أن مثل هذه المشاريع الإنسانية هي العنوان الحقيقي للوضع الآمن الذي تعيشه المهرة، والذي يتيح تنفيذ برامج التنمية وتقديم الخدمات للمواطنين
ووجّه المحافظ كلمة شكر وتقدير للجهات الداعمة والمنفذة، قائلاً: "طيبة، أهلاً بنا على شيخنا... نود أن يكون المخيم خيراً، وأن ينتفع الناس ويُعالَجوا... أعانكم الله خيراً على كل هذه المرضى الذين يتردّدون عليكم، وهذا في ميزان حسناتكم إن شاء الله تعالى"
وأضاف: "شاكرين كل الجهود التي عملت على ايجاد هذا المخيم والأخوة المنفذين وكل الإخوة الموجودين من الأحباب وغيرهم...
نحن نقدم لهم الشكر والتقدير، وأي شيء نستطيع نعمله، نعمله. شكراً جزيلاً
ينقسم عمل المخيم إلى مرحلتين رئيسيتين
1. مرحلة المعاينة: وتستمر ليومين فقط (الأحد والاثنين 8-7 ديسمبر 2025)، حيث يتم فحص الحالات وتحديد أولوياتها وجدولتها للعمليات في مستشفى الضغط المركزي. وقد نوه المنظمون إلى أن "فقرة المعاينة تنتهي عند استكمال العدد المتاح"، وحثوا المرضى على "إحضار وثيقة تثبت هوية الشخص المستفيد عند الحضور".
2. مرحلة إجراء العمليات الجراحية: وستنطلق اعتباراً من يوم الثلاثاء 9 ديسمبر وتستمر حتى الأربعاء 10 ديسمبر 2025، حيث سيتم إجراء عمليات دقيقة متتالية في غرف عمليات مجهزة خصيصاً ضمن المستشفى
ويستهدف هذا المخيم شريحة كبيرة من المواطنين الذين يعانون من مشاكل الإبصار، خاصة كبار السن، حيث تُعد المياه البيضاء سبباً رئيسياً للعمى الذي يمكن تجنبه بالعمليات الجراحية البسيطة نسبياً. ويعيد المخيم الأمل لمئات الأسر، حيث سيتمكن المرضى بعد العملية من استعادة أبصارهم والعودة لممارسة حياتهم الطبيعية والاعتماد على أنفسهم، مما يخفف العبء المادي والنفسي عنهم وعن ذويهم
يمثل هذا المشروع نموذجاً ناجحاً للشراكة بين الجهات الرسمية المحلية والمنظمات الإنسانية الدولية والخيرية، ويعكس حرص جميع الأطراف على تحسين الخدمات الصحية وتقديم الدعم للمجتمعات الأكثر احتياجاً في محافظة المهرة واليمن بشكل عام، متخطية كل التحديات
