آخر تحديث :الثلاثاء-09 ديسمبر 2025-11:56م
مجتمع مدني

مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان تنظم لقاء تشاوري بعنوان "العدالة الانتقالية والإعلام" بالعاصمة عدن

الثلاثاء - 09 ديسمبر 2025 - 10:46 م بتوقيت عدن
مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان تنظم لقاء تشاوري بعنوان "العدالة الانتقالية والإعلام" بالعاصمة عدن
(عدن الغد) خديجة الكاف - أسماء عبدالقادر ت/ ابراهيم عبدالرحمن

​نظمت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في اليمن، اليوم، لقاءً تشاوريًا بعنوان: "العدالة الانتقالية والإعلام".


​حضر اللقاء التشاوري السيد بدر فاروق، مسؤول حقوق الإنسان وسيادة القانون في المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في اليمن.

​وشارك فيه أكثر من (60) مشاركًا ومشاركة من الصحفيين والإعلاميين ووسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني ونشطاء حقوقيين ومحامين وممثلي السلطات القضائية ومكتب النائب العام، وممثلي وزارة العدل ووزارة الإعلام والثقافة والسياحة ووزارة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان والجهات ذات العلاقة.


​وفي افتتاح اللقاء التشاوري الذي يسّره الدكتور محمد صالح عميد كلية الحقوق، استعرض برنامج وهدف الدورة، مشيرًا إلى أهمية الدورة واختيار الصحفيين والإعلاميين نظراً لأهميتهم باعتبارهم جزءًا أساسيًا في السلطات ومدافعين عن المجتمعات.

​كما ألقى في افتتاح اللقاء، السيد أحمد سليمان ممثل مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في اليمن، كلمة رحب فيها بالحاضرين جميعًا، معبرًا عن سعادته بالمشاركة في هذا اللقاء التشاوري المتخصص بالعدالة الانتقالية.


​وقال: "إن العدالة الانتقالية تعبر في جوهرها عن قدرة المجتمعات على التصالح مع الماضي والمضي قدمًا نحو مستقبل أفضل"، موضحًا أنه يعتمد أولاً على كيفية النظر إلى التجارب السابقة، خصوصًا في المجتمعات التي مرت بصراعات وحروب وانتهاكات لحقوق الإنسان.


​وأَضاف قائلاً: "إن قضايا العدالة الانتقالية ترتكز بشكل رئيسي على الحقيقة والمساءلة والمصالحة، باعتبارها أدوات أساسية لمراجعة الماضي وفهم ما جرى لضمان عدم تكراره".


​وأكد على أن للصحفيين دَورًا محوريًا في هذه العملية، من خلال عملهم المهني في توثيق الأحداث وتسليط الضوء على معاناة الضحايا، وبناء الذاكرة الجمعية للمجتمع إلى جانب الذاكرة الفردية لكل من تأثر بتلك الأحداث.


​وأشار إلى أن الصحافة المحترفة تسهم في توعية المجتمع بما حدث، وتبصيره بمسارات المساءلة والعدالة الانتقالية، من خلال إبراز القضايا الإنسانية والحقوقية بصورة صادقة ومسؤولة.


​من جهته، قال الأستاذ أيمن محمد ناصر وكيل وزارة الإعلام والثقافة والسياحة: "أهمية هذا اللقاء الحافل، الذي يتناول العديد من المحاور المتعلقة بالعدالة الانتقالية"، مؤكدًا على أهمية الدور الحيوي والمحوري للإعلام في هذه العملية، باعتباره ركيزة أساسية في مرحلة المصالحة الوطنية وبناء سلام مستدام.


​وأضاف قائلاً: "ضرورة أن يكون الدور الإعلامي مُلتزِمًا ومسؤولًا، نظراً لأن الهدف من العدالة الانتقالية هو تحقيق المصالحة الوطنية وطي صفحات الماضي، وليس إعادة إنتاج الصراعات، وبناء سردية وطنية جامعة لا تقوم على التمزق والانقسام، بل تسهم في ترسيخ قيم التعايش والسلام، وذلك بالشراكة مع منظمات المجتمع المدني".


​تحدث الأستاذ عيدروس باحشوان نقيب الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين عن نتائج عكسية من خلال الخلط بين المصالحة والإفلات من العقاب، مشيرًا إلى أن هناك تقارير غير دقيقة لبعض المنظمات والمراكز الحقوقية التي تُصدر نقلاً عن مصادر داخلية غير دقيقة تُسيء للعدالة الانتقالية والإعلام. ودعا إلى مشاركة أوسع في الندوة والانتقال بها إلى الجامعة وتحديد كلية الحقوق والإعلام.


​وتحدث الأستاذ ناصر الشعيبي، منسق ومسؤول مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في عدن، عن دور الإعلام والصحفيين والإعلاميين خاصة في هذه المرحلة المفصلية، مؤكداً أن الإعلام يشكل شريكًا أساسيًا في إرساء العدالة الانتقالية عبر دوره في كشف الحقيقة وتعزيز مبادئ العدالة وجبر الضرر ودورهم في عملية الرصد والتوثيق والتقصي والتحقق في قضايا الانتهاكات وكشف الحقائق باعتبارهم مساعدين للجهات المعنية.


​وأوضح الشعيبي أن الإعلام ليس مجرد ناقل للأحداث، بل هو أداة محورية للتوثيق والمساءلة، من خلال إبراز الحقائق المرتبطة بالانتهاكات، وتسليط الضوء على معاناة الضحايا، ونقل أصواتهم إلى الجهات المعنية، بما يسهم في اتخاذ إجراءات فعالة لمعالجة تلك الانتهاكات.


​وتخلل اللقاء التشاوري عدد من أوراق العمل، حيث قدم الورقة الأولى المحامي جسار مكاوي حول مقدمة في العدالة الانتقالية ومساراتها، وقُدمت الورقة الثانية التي أعدها الأستاذ علوي السقاف عبر الأستاذ إياد دماج حول دور الإعلام في التوثيق وإنتاج المواد الصحفية الحقوقية والتعامل المهني مع قضايا الضحايا.