كشف رئيس الوزراء الأسبق خالد محفوظ بحّاح، ولأول مرة، تفاصيل غير مسبوقة حول صفقة بيع الغاز اليمني المسال إلى كوريا الجنوبية، مؤكدًا أن كثيرًا مما تم تداوله خلال السنوات الماضية عن "بيع الغاز بأسعار بخسة" أو "اتفاقية مُقيدة لمدة 20 عامًا" هو حديث غير دقيق ولا يستند إلى الوثائق الحقيقية للاتفاق.
وأوضح بحّاح، خلال حديث مطوّل في برنامج بودكاست اليمن مع الإعلامي أسامة عادل، أن الغاز اليمني بيع حينها وفق السعر العالمي السائد في السوق الدولية، وأن ما روّجه بعض المعارضين بأن الرئيس الراحل علي عبدالله صالح باع الغاز اليمني بسعر منخفض "عارٍ عن الصحة تمامًا".
وقال بحّاح إن الاتفاقية التي وُقعت مع الجانب الكوري لم تكن تُلزم اليمن ببيع الغاز بالسعر نفسه لمدة عشرين سنة، وإنما كانت تنص صراحة على أن للشركة اليمنية الحق في تعديل الأسعار بعد مرور ثلاث سنوات من بدء تنفيذ العقد.
وأضاف أنه بالفعل، وبعد انتهاء السنوات الثلاث الأولى، قامت الشركة اليمنية بتعديل سعر البيع ورفع السعر وفق السعر العالمي للغاز المسال، مؤكدًا أن ذلك التعديل جاء انسجامًا مع حركة السوق ولم يكن مقيدًا بأي التزامات تمنع اليمن من الاستفادة من الارتفاعات السعرية.
وأشار بحّاح إلى أن هذه الحقائق تكشف لأول مرة وتضع حدًا للجدل الواسع الذي ظل يتكرر لسنوات حول "بيع الغاز بثمن بخس" أو "تفريط في ثروة البلاد"، مؤكدًا أن الملف خضع للكثير من المزايدات السياسية بعيدًا عن الحقائق الفنية والاقتصادية.
واختتم حديثه بالتأكيد على ضرورة إعادة فتح ملفات الثروات الوطنية بالاعتماد على الوثائق لا على السرديات المتداولة، مؤكدًا أن الشفافية هي الطريق الأمثل لصون حقوق اليمنيين وحماية مواردهم الطبيعية.
غرفة الأخبار / عدن الغد
