عقد منتدى الجنوب لتنمية الوعي السياسي والاجتماعي في العاصمة عدن، حلقته النقاشية ليوم الخميس الموافق 2025/11/27م تحت عنوان: الأحداث والمستجدات والتطورات الداخلية والخارجية ـ حدث الاحتفال بالذكرى 58 للاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 1967م نموذجًا لهذه الأحداث والمستجدات.
وقد حضر الحلقة النقاشية عدد من الشخصيات الوطنية والاجتماعية والدبلوماسية، وأعضاء جمعيات وطنية ومستشارين وإعلاميين.
وقد رحب رئيس المنتدى السفير/ قاسم عسكر جبران بالحاضرين، مشيرًا إلى أن أهم حدث على ساحة الجنوب هذه الأيام هو الاحتفال بالعيد الوطني لشعب الجنوب يوم 30 من نوفمبر في الذكرى 58، وهذا الحدث الهام يجعلنا نستلهم العبر والدروس، ونستحضر الماضي لنقيّم ما تحقق من إنجازات وما أُخفق فيه، وما رافق تلك المرحلة التي تم فيها تحقيق إنجازات ومعجزات في نهضة تاريخية غير مسبوقة في تاريخ الجنوب العربي، في مجالات التربية والتعليم والتنمية البشرية، والصحة والبيئة، والصناعة والزراعة، والنقل والطرقات، والمؤسسات العسكرية والأمنية، وفي المجالين السياسي والدبلوماسي.
وشهدت البلاد تنمية اقتصادية وبشرية غير مسبوقة على الإطلاق ليس في ساحة الجنوب فحسب، بل كانت منارة مضيئة في المنطقة عمومًا، وصلت في بعض الخدمات والمؤسسات إلى حد الاكتفاء الذاتي في عدد من المجالات والقطاعات. كما شهدت ساحة الجنوب العربي نهضة عمرانية وصناعية وزراعية وتجارية غير مسبوقة، وتم القضاء على الأمية وكل الأمراض الوبائية والمزمنة والقديمة بشهادة المنظمات الدولية. كانت مرحلة ثورية جديدة ونهوضًا عظيمًا في كل المجالات والاتجاهات.
وبهذه المناسبة العزيزة على قلوب كل الجنوبيين يهنئ المنتدى جماهير شعب الجنوب العربي في الداخل والخارج والقيادة السياسية، متمنين أن تعود هذه المناسبة على شعب الجنوب وقد خرج من المحن والأزمات والحياة الصعبة التي يعاني منها، وأن تتحقق كامل أهدافه في تحرير أرضه من الاحتلال اليمني وإعادة بناء دولته المستقلة على كامل حدودها المعترف بها دوليًا قبل 22 مايو 1990م.
ويدعو المنتدى قيادة الجنوب إلى أن تتحمل مسؤوليتها وتتقدم الصفوف للخروج من هذا المأزق الصعب الذي يعيشه شعب الجنوب العربي، لتلبية طموحاته وتطلعاته وبناء مستقبل أفضل لهذا الشعب الذي عانى طويلًا من الآلام والأحزان والمصائب والحروب في تاريخه الحديث.
وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي استعرض المنتدى الأحداث التي ما تزال ترهق وتدمر الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين جراء الاعتداءات الإسرائيلية التي لم تلتزم باتفاقيات وقف إطلاق النار ولا بالقرارات والاتفاقيات والقوانين والمواثيق الدولية. وفي السودان ما تزال المعارك على أشدها بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع رغم الجهود الإقليمية والدولية لإيقاف هذه الحرب.
وعلى جبهة القرن الإفريقي يتوتر النزاع بين إثيوبيا وإريتريا بشأن وصول أديس أبابا إلى البحر الأحمر بعد أن أصبحت حبيسة من المياه البحرية عقب اتفاق أسمرة وأديس أبابا على ترسيم الحدود بينهما عام 1993م، وهو ما يجري أيضًا بين الصومال وإثيوبيا حول اتفاق صوماليلاند – أديس أبابا. كما يتسارع التوتر في أمريكا الجنوبية بين الإدارة الأمريكية والنظام في فنزويلا حيث تطمح الولايات المتحدة للسيطرة على منابع الطاقة في هذا البلد أو إخضاع النظام في فنزويلا للسياسة الأمريكية للتحكم بأسعار الطاقة في الدولة التي تعد أكبر مخزون نفطي في القارة.
كما استعرض المنتدى احتجاجات أسر الشهداء والجرحى والمتقاعدين العسكريين والأمنيين والمدنيين الذين يطالبون بصرف رواتبهم بانتظام، وهي حقوق غير قابلة للتأجيل أو المساومة. وكذلك ما يعانيه شعب الجنوب من انعدام خدمات الكهرباء والماء، وارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية والأدوية وتدهور الحياة العامة بصورة واسعة، كالطرقات والبيئة وتدهور الحالة الأمنية في بعض محافظات الجنوب وغيرها من الجوانب التي تنذر بمخاطر كبيرة على الجنوب.
وفي ضوء هذه الأوضاع الصعبة التي يعيشها شعبنا في الجنوب العربي، قرر منتدى الجنوب لتنمية الوعي السياسي والاجتماعي تعليق نشاطه وأعماله إلى إشعار آخر تضامنًا مع هذه الاحتجاجات والمطالب ومع شعبنا في الجنوب مما يعانيه من مصاعب وأوضاع عامة تمس قضيته وهويته غير القابلة للتصرف.
أدار حلقة النقاش: المستشار/ عبدوه أحمد العاقل