طرحت الناشطة الصحفية دلال حمزة تساؤلات واسعة حول دلالات التوقيت السياسي لتعيين اللواء الدكتور سالم أحمد الخنبشي محافظًا لمحافظة حضرموت، معتبرةً أن القرار جاء في ذروة احتقان سياسي واجتماعي بين “حلف حضرموت” والسلطة المحلية السابقة، الأمر الذي جعل خطوة التعيين تبدو وكأنها تتخطى البعد الإداري إلى ترتيبات سياسية أعمق.
وأكدت حمزة أن وصول الخنبشي — وهو أحد أبرز الموقعين على اتفاق الرياض الأول ممثلًا للحكومة الشرعية — يعيد خلط الأوراق داخل المحافظة الأكثر حساسية ووزنًا على المستوى الجغرافي والاقتصادي والقبلي، مشيرة إلى أن اختيار شخصية بهذا الحجم لا يمكن أن يكون قرارًا روتينيًا.
وفي تحليلها للمشهد، أوضحت أن الأزمة الحضرميّة خلال الأشهر الماضية لم تكن أزمة محافظ فقط، بل أزمة “هوية قرار”، إذ برزت مطالب “تحالف حضرموت القبلي” بالحصول على إدارة محلية واسعة، إلى جانب موجة اعتراض قوية واجهها المحافظ السابق من القوى القبلية والاجتماعية. هذا إضافةً إلى تحوّل حضرموت إلى ساحة تنافس مشاريع سياسية متعددة: جنوبية، اتحادية، اقتصادية وقبلية.
وترى حمزة أن اختيار الخنبشي جاء لامتلاكه ثلاث ميزات رئيسية:
الأولى تتمثّل في خبرته السياسية وقدرته على تجسير الفجوات بين الأطراف المختلفة، والثانية كونه حضرميًا مقبولًا من محيطه الاجتماعي، أما الثالثة فهي خبرته التفاوضية التي اكتسبها أثناء مشاركته في صياغة اتفاق الرياض الأول ومعرفته الدقيقة بآليات الرعاية الخليجية للاتفاقات.
وانطلاقًا من هذه المعطيات، تشير إلى أن فرضية قدوم الخنبشي لتجسيد تفاهم حضرمي–شرعوي جديد تبدو واقعية، خصوصًا مع تصاعد مطالب حضرموت المتعلقة بإدارة الموارد والتمكين الأمني وإعادة هيكلة السلطة داخل المحافظة، وهي مطالب — بحسب حمزة — لا يمكن تحقيقها بمجرد تغيير المحافظ، بل عبر صيغة اتفاق واضحة.
وتوقفت دلال حمزة عند زيارة سفير مجلس التعاون الخليجي سرحان المنيخر إلى عدن ولقائه بالرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي قبل ساعات من صدور قرار التعيين، معتبرةً أن هذا التزامن لا يبدو عابرًا، بل يشير إلى انتقال ملف حضرموت فعليًا إلى الطاولة الخليجية، في مساعٍ إقليمية لمنع أي صدام قبلي أو عسكري داخل المحافظة.
وترى حمزة أن تلاقي ثلاثة أحداث متزامنة:
زيارة السفير الخليجي،
اجتماع العليمي،
وتعيين الخنبشي،
يعكس “تنسيقًا سياسيًا يسبق خطوة أكبر”، على حد وصفها.
وتضيف حمزة أن المعطيات الحالية تشير إلى رغبة مشتركة:
الشرعية تبحث عن استقرار حضرموت،
القبائل تطالب بتمكين واضح،
والخليج يسعى لمنع انفجار جديد في الشرق.
وفي ظل وجود شخصية تفاوضية مثل الخنبشي، تقول حمزة إن الحديث عن صيغة “اتفاق حضرموت” لم يعد مستبعدًا، بل بات احتمالًا يزداد وضوحًا مع الوقت.
واختتمت بالقول إن تعيين الخنبشي قد لا يكون خطوة عابرة، بل بداية مسار سياسي جديد قد يشكّل “مفصلًا تاريخيًا” في مستقبل حضرموت، ويدفع نحو صيغة خاصة تحفظ مصالح أبنائها وتنسجم مع رؤية إقليمية أوسع لاستقرار اليمن.