آخر تحديث :الأحد-23 نوفمبر 2025-03:36م
أخبار المحافظات

جامعة شبوة … قصة نجاح تُسطّر بحروف من ذهب

الأحد - 23 نوفمبر 2025 - 02:29 م بتوقيت عدن
جامعة شبوة … قصة نجاح تُسطّر بحروف من ذهب
بقلم/ عادل القباص

لا يختلف اثنان على أن التعليم هو الركيزة الأساسية لأي مشروع تنموي ناجح، وأداة تمكين الفرد وبناء قدراته، والأساس المتين الذي تُشيَّد عليه نهضة الشعوب. فعندما يحظى التعليم بما يستحقه من رعاية واهتمام، تتكشّف ملامح مستقبل أكثر ازدهاراً وتقدماً في مختلف مجالات الحياة.


وفي الذكرى الرابعة لتأسيس جامعة شبوة، تقف الجامعة أمام سجل مشرف من الإنجازات، استطاعت خلاله ترسيخ حضور فاعل في خارطة التعليم العالي باليمن، رغم حداثة نشأتها والتحديات التي واكبت مسيرتها.


*تأسيس طموح… ونمو يسبق الزمن*


انطلقت الجامعة عام 2021 بكلية التربية كخطوة أولى في مشروع أكاديمي واعد. لكن ما إن مرت أربعة أعوام حتى تحولت هذه اللبنة الأولى إلى صرح علمي متكامل، يتوسع بثبات ويخطو بثقة نحو المستقبل.


وتستعد الجامعة اليوم للاحتفال بتخريج دفعتها الأولى في 25 نوفمبر 2025، حيث يلتحق 238 خريجاً وخريجة بسوق العمل، ليشكلوا رافداً نوعياً للتنمية وخدمة المجتمع اليمني.


ومن المنتظر أن يتقلّد العديد منهم مواقع قيادية داخل اليمن وخارجه، في القطاعين الحكومي والخاص، في انعكاس لجودة البرامج التعليمية ومواءمتها لاحتياجات سوق العمل.


*وفاء لروّاد وضعوا اللبنات الأولى*


وفي هذه المناسبة، تستذكر الجامعة بكل تقدير روّاد البدايات الذين أسهموا في تأسيس صروحها التعليمية وتكريمهم لرد الوفاءبالوفاء ، ومنهم:


الدكتور سعيد بافياض – أول عميد لكلية التربية (1993م) – رحمه الله


الدكتور علي محمد مجور – أول عميد لكلية النفط والمعادن (1996م)


الدكتور محمد صالح الدهمشي – أول عميد لكلية التربية بيحان (2018م) – رحمه الله


لقد شكّل هؤلاء وغيرهم النواة الصلبة للجامعة، ومنهم من رحل بجسده وبقي أثره حاضراً، فيما يواصل الآخرون دورهم في بناء منظومة أكاديمية راسخة.


*إنجازات أكاديمية تتجاوز العمر الزمني*


ورغم مسيرتها القصيرة، حققت جامعة شبوة تقدماً لافتاً في التعليم والبحث العلمي، ينافس جامعات أقدم منها. ومن أبرز مؤشرات هذا النجاح:


ارتفاع عدد طلابها إلى 1575 طالباً وطالبة


تزايد الإقبال من مختلف المحافظات


توسيع البرامج الأكاديمية واستحداث تخصصات جديدة


وتعكس هذه المؤشرات رؤية الجامعة الطموحة لتقديم تعليم حديث يواكب متطلبات العصر، ويرتكز على الجودة والبحث العلمي والإبداع، بما يعزز دورها التنموي على مستوى المحافظة واليمن.


*كفاءات محلية… بروح وطنية*


وتتميز الجامعة بأن معظم كوادرها الأكاديمية والإدارية من أبناء محافظة شبوة، وهو ما أسهم في تعزيز الانتماء والمسؤولية، حتى باتت جامعات يمنية أخرى تستفيد من خبراتهم وكفاءاتهم المتميزة.


*جامعة نابضة بالحياة… ورؤية تتقد طموحاً*


وبوصفي إعلامياً قريباً من المشهد، فإن الحراك العلمي في الجامعة يلفت الانتباه: ندوات، ورش عمل، ملتقيات علمية، وتحديث مستمر للبنية التحتية.


ويبرز من ذلك في حرم الجامعة مشروع كلية الطب والعلوم الصحية بتكلفة تتجاوز مليون وثلاثمائة وخمسون الف دولار بتمويل من وزارة النفط والمعادن، ما يعكس الثقة الكبيرة التي تحظى بها الجامعة لدى الجهات الداعمة.


فالجامعة اليوم خلية نحل لا تهدأ، ومنارة علمية تجذب طلاب العلم من داخل المحافظة وخارجها.


*خطوات واثقة نحو المستقبل*


وتسعى الجامعة في المرحلة المقبلة إلى التوسع في كلياتها وبرامجها، عبر استحداث كليات نوعية جديدة، منها :


كلية العلوم البحرية


كلية الصيدلة


كلية التربية للبنات


كلية الحقوق والعلوم السياسية


وتأتي هذه الخطوات ضمن رؤية استراتيجية لتوسيع دور الجامعة العلمي والتنموي .


ولا بد هنا من الإشادة بالدعم الكبير من السلطة المحلية بقيادة المحافظ الشيخ عوض محمد بن الوزير، والمجلس الانتقالي الجنوبي، وكل الداعمين والخيرين، في رعاية فعالية التخرج التاريخية. كما يُسجَّل لرئيس الجامعة، الأستاذ الدكتور توفيق سريع باسردة، دوره الحيوي في تنظيم حفل تخريج الدفعة الأولى للعام 2024–2025، المقرر إقامته صباح الثلاثاء في صالة الفقيد عادل الأعسم للألعاب الرياضية بمدينة عتق .


*مسك الختام*


تبقى جامعة شبوة قصة نجاح تُكتب بحروف من الإصرار والعزيمة، وتستمد قوتها من كوادرها وروادها وإيمانها الراسخ بأن التعليم هو الطريق الأسمى لبناء الوطن والنهوض به.

حفظ الله الوطن… وحفظ الله جامعة شبوة.