وكيل وزارة العدل: تعز المدينة التي يُعاقَب سكانها لأنهم رفضوا الركوع

اتهم وكيل وزارة العدل فيصل المجيدي جماعة الحوثي بفرض “أطول حصار في العصر الحديث” على مدينة تعز منذ عام 2015، مشيرًا إلى أن ما يتعرض له سكان المدينة يشكّل عقابًا جماعيًا ممنهجًا موثّقًا في تقرير فريق الخبراء الدوليين الصادر في أكتوبر 2025.

وقال المجيدي إن تعز تُحرَم من المياه والكهرباء بشكل متعمد، إذ عطّل الحوثيون البئر الرئيسي المغذي للمدينة وأغلقوا 70 من أصل 91 بئرًا تحت سيطرتهم، ما تسبب بأزمة مياه خانقة وعودة أوبئة مثل الكوليرا وحمى الضنك (ص 37 من التقرير).

وأوضح أن منع الوصول لمحطات معالجة الصرف الصحي دفع السلطات المحلية للتخلص من النفايات قرب المزارع، الأمر الذي أدى إلى تلوث بيئي وانتشار غبار سام وارتفاع حالات السرطان (ص 37 – فقرة ب)، إضافة إلى استمرار الجماعة في السيطرة على المحطة الكهربائية الرئيسية، ما أبقى المدينة في عجز دائم للطاقة.

وأضاف أن المناطق الريفية مثل مقبنة وموزع تحولت إلى حقول ألغام تزرعها جماعة الحوثي في الطرقات والمزارع، ما يتسبب بسقوط ضحايا يوميين بينهم أطفال، مع إصابات دائمة وبتر للأطراف (ص 37 – فقرة د).

وأشار المجيدي إلى انهيار القطاع الصحي في تعز، وهروب الكوادر الطبية، وانتشار أدوية مهربة خطيرة مثل المورفين والفنتانيل بعد سيطرة الحوثيين على شركات الأدوية (ص 37–38 – فقرة هـ)، إلى جانب انتشار واسع للاضطرابات النفسية دون توفر خدمات علاجية (ص 38 – فقرة و).

واختتم المجيدي بالتأكيد أن تقرير الخبراء الدولي نصّ بوضوح على أن الحوثيين “يعطّلون الخدمات الأساسية عمدًا وبأسلوب ممنهج لتقويض تعز من الداخل”، مبينًا أن هذه الممارسات “قد تصل إلى مستوى العقاب الجماعي المحظور دوليًا”، داعيًا إلى إنهاء الصمت الدولي تجاه معاناة المدينة.