أثارت واقعة طريفة ومؤلمة في آن واحد جدلًا واسعًا بعدما كشف الناشط شكيب الشبيبي عن حادثة تعبّر بوضوح عن حجم الفجوة المعرفية التي يعيشها كثير من أبناء المجتمع اليمني في ما يتعلق بالصحة والعلاج، وكيف يمكن أن يتحول الجهل أحيانًا إلى تهديد حقيقي.
وبحسب رواية الشبيبي، فإن صديقه المقيم في الولايات المتحدة زار اليمن مع ابنه، وبعد عودتهما أصيب الطفل بمرض شديد جعله يتقيأ كل ما يأكله، ورغم مراجعة أهم المستشفيات في نيويورك لم يتم العثور على سبب واضح.
في خضم حالة القلق التي شعر بها أهل الطفل في اليمن، لجأوا إلى تفسير شعبي شائع باعتبار أن ما أصابه “عين”، وقرروا تجهيز علاج على طريقتهم الموروثة: غسل الأيادي داخل سطل ماء ثم تعبئة دبتين حجم 5 لتر وإرسالها بشكل عاجل إلى أمريكا، أملاً في “غسل العين” عن الطفل.
الشبيبي أوضح أنه شحن الدبتين فعلًا، لكن المفاجأة كانت عند وصولهما إلى الجمارك الأمريكية التي أوقفت الطرد لإجراء فحوصات مخبرية. وبعد الفحص، اكتشف المسؤولون أن الماء مليء بالبكتيريا والجراثيم الخطيرة الناتجة عن تلامس عشرات الأيدي غير المعقمة، وهو ما اعتبروه تهديدًا صحياً يستدعي التحقيق.
الناشط أشار إلى أنه تلقّى سلسلة من الاستفسارات والاتصالات ورسائل البريد من الجانب الأمريكي يطلبون فيها تفسيرًا لما تحتويه العبوات ولماذا تحمل كل تلك الملوثات. وأضاف أنه اضطر لتحويل الأمر إلى صديقه المستلم في نيويورك كي يشرح لهم معنى “العين” وسبب إرسال تلك المياه، في محاولة لتفادي مساءلة قانونية.
القصة – رغم طرافتها – تفتح بابًا مؤلمًا حول آثار الجهل وتفسيرات السحر والعين التي ما تزال تتغلغل في المجتمع وتؤثر على تعامل الناس مع الأمراض، بدلاً من اللجوء إلى الطب والتشخيص العلمي السليم، وقد يصل الأمر في بعض الحالات إلى إلحاق الضرر بالمرضى أو وضع الآخرين في دائرة الخطر دون قصد.
غرفة الأخبار / عدن الغد