افتتح وزير الصحة العامة والسكان الدكتور قاسم محمد بحيبح اليوم بالعاصمة المؤقتة عدن أعمال الملتقى العلمي الثاني لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات الذي ينظمه البرنامج الوطني لمقاومة مضادات الميكروبات بالتعاون مع عدد من الشركاء من الجهات الحكومية والدولية
وشارك في الملتقى ممثلون عن الوزارات والمؤسسات والهيئات ذات العلاقة وعدد من الشخصيات الأكاديمية والخبراء حيث تضمن برنامج الافتتاح عرضًا تعريفيًا بأهداف الملتقى واستعراضًا لجهود البرنامج الوطني ومراحل تطوره إلى جانب عرض برومو تعريفي ببرامج وأنشطة المكافحة
كما شمل الافتتاح استطلاعًا للرأي حول واقع استخدام المضادات الحيوية بين الاستخدام الرشيد والانتشار غير المنضبط مع تقديم قراءة للمؤشرات الحالية المتعلقة بمضادات الميكروبات في اليمن
وتخلل الملتقى تنظيم أربع جلسات حوارية متخصصة تناولت الأولى دور القطاعات المعنية في مواجهة مقاومة مضادات الميكروبات وأهمية إعداد استراتيجية وطنية موحدة...فيما ركزت الثانية على مكافحة العدوى ومعرفة الممارسات المهنية للعاملين في قطاع الرعاية الصحية ومدى الوعي باستخدام المضادات الحيوية... أما الجلسة الرابعة فاستعرضت نتائج دراسات علمية حول الفعالية المضادة للبكتيريا لعسل اليمن ومستخلصات نباتية ضد الزائفة الزنجارية إضافة إلى أنماط مقاومة المضادات الحيوية في العينات السريرية بمحافظة شبوة والارتفاع المقلق لعدد من مسببات الأمراض المقاومة للأدوية
وف الافتتاح أكد وزير الصحة الدكتور قاسم بحيبح أهمية انعقاد الملتقى في ظل ازدياد تحديات مقاومة مضادات الميكروبات التي أصبحت إحدى أكبر المعضلات الصحية التي يواجهها النظام الصحي اليوم وستتفاقم في المستقبل إن لم تُتخذ الإجراءات المناسبة
وأشاد الوزير بالخطوات الثابتة التي يواصلها البرنامج الوطني منذ إشهاره رغم التحديات التي تواجهه والعبء الكبير الملقى على عاتقه
ودعا الدكتور بحيبح إلى تعزيز العمل المشترك وفق منهج الصحة الواحدة وتكثيف التنسيق بين الوزارات والجهات ذات العلاقة لمواجهة هذا التحدي...مؤكدًا أهمية الدور الذي تضطلع به الدراسات العلمية والبحوث الأكاديمية في تقديم حلول عملية وسد الفجوات المعرفية وتعزيز الارتباط بين المهنيين والجمهور كما ثمّن دعم الشركاء وجهودهم في تطوير مختبرات الصحة العامة في عدد من المحافظات
وأشار وزير الصحة إلى ضرورة ضبط استيراد المضادات الحيوية ووضع القيود التنظيمية المناسبة عبر الهيئة العليا للأدوية والمستلزمات الطبية بالتوازي مع رفع الوعي المجتمعي باعتباره حجر الزاوية في الحد من الاستخدام العشوائي للمضادات
من جهتها أوضحت مدير عام البرنامج الوطني لمقاومة مضادات الميكروبات بوزارة الصحة الدكتورة منية الخضيري أن مقاومة الميكروبات تعد تهديدًا عالميًا عابرًا للحدود والقطاعات وتمس منجزات الطب الحديث وتشكل خطرًا على الأمن الصحي والاقتصادي وأكدت أن صحة الفرد لا تنفصل عن صحة المجتمع، وصحة الإنسان لا تكتمل دون سلامة البيئة والثروة الحيوانية والزراعية... مشددة على ضرورة تبني نهج الصحة الواحدة كخيار لا بديل عنه
بدوره أكد ممثل منظمة الصحة العالمية لدى بلادنا الدكتور سيد جعفر حسين أهمية الملتقى في مناقشة واحدة من أخطر المشكلات الصحية عالميًا مستعرضًا الوضع الدولي الراهن لمقاومة مضادات الميكروبات وخطورتها المتصاعدة... داعيا إلى توحيد الجهود والعمل وفق نهج الصحة الواحدة
مشيرًا إلى استمرار الشراكة بين منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة في تقديم الدعم الفني واللوجستي
وفي ختام الفعالية كرّم البرنامج الوطني لمقاومة مضادات الميكروبات وزارات الصحة، والزراعة، والمياه والبيئة، إضافة إلى منظمة الصحة العالمية ومنظمة الفاو، تقديرًا لإسهاماتها في دعم برامج المكافحة
حضر الفعالية عدد من وكلاء وزارة الصحة وممثلون عن الوزارات المعنية وجمع من الأكاديميين والخبراء