كشف المحلل السياسي اليمني محمد عبدالسلام معطيات بالغة الخطورة حول البنية العسكرية التي بنتها جماعة الحوثي خلال السنوات الماضية، مؤكداً أن الجماعة أنشأت مدنًا حربية كاملة تحت الأرض في كل من صعدة وصنعاء والحديدة، فضلًا عن استمرار العمل على إنشاء منشآت مشابهة في محافظات ذمار وإب، إضافة إلى شبكة أنفاق معقدة تمتد داخل جبال ريمة والمحويت وحجة والبيضاء وتعز.
وبحسب عبدالسلام، فإن هذه الشبكات والأنفاق العميقة صُممت لضمان بقاء المقاتلين والقيادات الحوثية لعدة أشهر تحت الأرض، بل وربما لسنوات في حال سقوط سلطتهم فوق الأرض، الأمر الذي يجعل إمكانية عودتهم بعد هزيمتهم “أكثر خطورة” في حال لم يتم التعامل مع هذه البنية العسكرية بصورة جذرية.
وقال إن التفكير بإسقاط سلطة الحوثيين دون القضاء على هذه البنية تحت الجبال يُعد “غباءً استراتيجيًا”، مشددًا على أن استعادة الدولة والعاصمة لا يمكن أن تتم دون حرب تستهدف تدمير خمسة صفوف قيادية داخل الجماعة:
قيادة الصف الأول: المرجعية الدينية والسلطة العقائدية.
الصف الثاني: القيادة الأمنية والعسكرية التنفيذية.
الصف الثالث: قيادة التمويل والسيطرة السياسية والاقتصادية.
الصف الرابع: قيادات الحشد والسلطة الاجتماعية والقبلية.
الصف الخامس: قيادات الميدان من المقاتلين المدربين على يد الحرس الثوري الإيراني.
وأوضح عبدالسلام أن الجماعة تعيش حاليًا “فراغًا كبيرًا” نتيجة ضربات أفقدتها قيادات في مستويات متعددة، إلى جانب حالة إنهاك واضحة تدفع الحوثيين نحو التصعيد أملاً في تجديد هدنة تمنحهم الوقت لإعادة ترتيب صفوفهم.
وأشار إلى أن الحوثيين “يمرون بلحظاتهم الأخيرة” بعد انتهاء دورهم لدى القوى الممولة لهم، باستثناء إيران التي لا تزال ترغب في الاستفادة من وجودهم حتى إنجاز صفقة الاتفاق النووي مع المجتمع الدولي.
ويرى عبدالسلام أن عوامل الإنهاك والفراغ والتخلّي تشكل بيئة مناسبة لسقوط الحوثيين، لكن سقوطهم يجب أن يكون نهائيًا لا تكتيكيًا، بحيث لا يعودون مجددًا بعد فترة قصيرة. ولهذا – كما يؤكد – فإن ضرب شبكات الأنفاق تحت الأرض والقضاء على قيادة الصفوف الخمسة مهمة وطنية تقع على عاتق الجيش اليمني والمقاومة الشعبية والوطنية على حد سواء.
غرفة الأخبار / عدن الغد