من رانيا الحمادي
ضمن جهودها الرامية إلى تعزيز التوعية الإنسانية والتفاعل الاجتماعي، نظمت جمعية رعاية وتأهيل الصم – محافظة عدن، بالتعاون مع كلية الآداب بجامعة عدن ومجلسها الطلابي، دورة تدريبية متميزة لتعليم لغة الإشارة، وذلك صباح يوم الخميس في رحاب الكلية.
ويأتي تنظيم هذه الدورة ضمن حرص الجمعية على نشر ثقافة لغة الإشارة وتمكين فئة الصم والبكم من الاندماج الكامل في المجتمع، وكسر حواجز التواصل وبناء جسور الفهم والمحبة بين جميع أفراد المجتمع الجامعي والمجتمع الخارجي.
وشهدت الدورة حضورًا مميزًا من طلاب وطالبات مختلف الأقسام والمستويات الدراسية، حيث أبدوا تفاعلاً كبيرًا ورغبة في اكتساب مهارة إنسانية نبيلة تمكّنهم من التواصل مع فئة الصم، وتعزز قيم التفاهم والتعاون والتعايش الاجتماعي.
وأقيمت الدورة في إحدى قاعات كلية الآداب، بتنظيم وإشراف المجلس الطلابي، الذي تولّى مهمة استقبال الجمعية وضيوفها بالترحيب والاهتمام اللازم وسوف تستمر الدورة كل يوم خميس من كل اسبوع من الساعه 10:00 الى 12:00 .
هذا وقد قدّم الدورة الأستاذ خالد عبادي، المسؤول التعليمي بجمعية رعاية وتأهيل الصم – عدن، ومترجمة لغة الإشارة الأستاذة راوية البان، حيث قدّموا التوجيه والإرشاد للطلاب خلال التدريب، موفّرين تجربة تعليمية عملية ومتميزة.
وقال نائب عميد كلية الآداب ، الدكتور أديب الصور ، إن هذه المبادرة تمثل نموذجًا حيًا للعمل الإنساني والتوعوي، مشيدًا بالدور الكبير الذي تقوم به الجمعية في نشر ثقافة لغة الإشارة وتمكين ذوي الإعاقة السمعية من الاندماج في المجتمع الجامعي.
وأضاف: أدعو طلابنا الأعزاء إلى الاستفادة القصوى من هذه الدورة، فهي أكثر من اكتساب مهارة جديدة، بل هي فرصة للدخول إلى عالم الإنسانية والتفاهم العميق، فلغة الإشارة هي لغة القلوب قبل الأيدي، وجسر يربطنا بإخوتنا من فئة الصم بإتقانها نكسر حاجز الصمت ونفتح نوافذ النور أمام من يعيشون عالمًا مختلفًا قليلًا لكنه مليء بالإحساس والحياة.
وتقدّمت جمعية الصم بالشكر لكل من تفاعل وحضر الدورة، وشكرها الخاص على دعوة زملائهم للمشاركة في هذه الفعالية الإنسانية الهادفة.
من جهتها، أعربت جمعية رعاية وتأهيل الصم عن شكرها لرئيس الجامعة الدكتور الخضر لصور، والدكتور عادل عبد المجيد نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية ، وعميد كلية الآداب الدكتور جمال الحسني، على دعمهم المتواصل لإنجاح هذه المبادرات التي تعزز من التواصل الإنساني وتحقق مبدأ الشمولية في المجتمع الجامعي.
يُذكر أن الدورة تهدف إلى تمكين الطلاب من لغة حوار راقية مع ذوي الإعاقة السمعية، وتعزيز روح التعاون والمحبة، بما يسهم في بناء مجتمع أكثر وعيًا وتفهّمًا لقيم الإنسان، ويأتي ذلك ضمن خطط الجمعية السنوية لنشر مهارات لغة الإشارة وتعميمها بين مختلف فئات المجتمع.
الجدير بالذكر أن الجمعية قامت بمتابعة هذه الدورة مع رؤساء الكليات، وتم الاتفاق على أن يتم متابعة مثل هذه البرامج التدريبية بين فترة وأخرى، لضمان استمراريتها وتحقيق أثر أكبر في نشر مهارات لغة الإشارة بين الطلاب والمجتمع الجامعي.