آخر تحديث :الخميس-13 نوفمبر 2025-10:32م
أخبار وتقارير

ما الذي يحدث داخل مساجد صنعاء؟ مصادر تكشف موجة اقتحامات متصاعدة تثير القلق

الخميس - 13 نوفمبر 2025 - 09:09 م بتوقيت عدن
ما الذي يحدث داخل مساجد صنعاء؟ مصادر تكشف موجة اقتحامات متصاعدة تثير القلق
((عدن الغد))خاص

تعيش المساجد ودور القرآن الكريم في مناطق سيطرة جماعة الحوثي أجواءً غير مسبوقة من التضييق والاستهداف، وسط تحذيرات من ناشطين ودعاة وحقوقيين من حملة تطهير طائفية “ممنهجة” تستهدف البنية الدينية اليمنية، وتمتد من تهجير طلاب دماج قبل أعوام إلى الاقتحامات المتكررة التي شهدتها العاصمة صنعاء خلال الأيام الماضية، كان أبرزها اقتحام مسجد سعوان، بحسب مصادر تحدثت لصحيفة عدن الغد.


وتصف المصادر ما يجري بأنه محاولة لفرض نمط فكري واحد بالقوة، وتحويل المساجد من دور عبادة ومنابر للتعليم والدعوة الوسطية إلى أدوات تعبئة وتجييش وفق رؤية الحوثيين، في سلوك يراه حقوقيون تهديدًا مباشرًا للنسيج الاجتماعي اليمني القائم على الاعتدال والتعايش وتنوع المدارس الدينية.


ويقول أحد أئمة المساجد الذين اضطروا لترك عملهم في صنعاء لصحيفة عدن الغد: “لم يعد المسجد مكانًا آمنًا. يأتون بخطبة جاهزة ويفرضونها بالقوة، ويجبرون المؤذنين على ترديد شعارات لا علاقة لها بالعبادة. من يرفض يتعرّض للتحقيق أو الاعتقال.”


وتشير شهادات جمعها مراسل صحيفة عدن الغد إلى أن الاعتداءات الحوثية لم تتوقف عند السيطرة على المنابر، بل طالت حلقات التحفيظ والمدارس والمراكز الدينية التي لا تتماشى مع الفكر الطائفي للجماعة، حيث جرى إغلاق بعضها، واعتقال عشرات المشرفين عليها، فيما تم إجبار بعضها الآخر على تغيير مناهجها الدينية بما يتوافق مع رؤية الجماعة.


وتؤكد تقارير محلية أن الحرب على المساجد ليست حادثًا عابرًا، بل امتداد لمسار طويل بدأ باستهداف مساجد صعدة خلال الحروب الست، ثم حصار منطقة دماج عام 2013 وتفجير مسجدها الذي كان يأوي مئات طلاب العلم، وصولاً إلى اقتحامات اليوم في صنعاء وريمة وذمار ومحافظات أخرى.


ويشدد خبراء تحدثوا لصحيفة عدن الغد على أن استهداف المساجد بهذا الشكل “يمزق المجتمع اليمني من الداخل”، ويعمّق الانقسام، ويحوّل بيوت الله إلى منصات لخدمة مشروع سياسي وطائفي دخيل على اليمن، مشيرين إلى أن الجماعة تنظر للمساجد كمواقع نفوذ، لا أماكن مقدسة.


ويضيف باحث اجتماعي في حديثه للصحيفة: “حين تصبح المساجد هدفًا عسكريًا أو أمنيًا، فهذا يعني أن المجتمع كله يدخل مرحلة خطيرة. ما يجري ليس خلافًا فقهيًا، بل عملية تغيير قسري لهوية اليمن الدينية.”


وفي السياق ذاته، تؤكد مصادر حقوقية لصحيفة عدن الغد أن الكثير من الحوادث لم تُوثق حتى اليوم، إذ يخشى الأهالي التبليغ خوفًا من الاعتقال، لافتين إلى أن بعض الأئمة المسنين تعرضوا للاعتداء أو الإخفاء القسري، في وقت صمت فيه المجتمع الدولي عن هذه الانتهاكات رغم خطورتها.


وتشير المعلومات المتداولة إلى أن الحوثيين يستخدمون المساجد أيضًا كأدوات للتحشيد وإرسال المقاتلين إلى الجبهات، خصوصًا من فئة الأطفال، وهو ما يشكل انتهاكًا مزدوجًا لحرمة دور العبادة والقوانين الدولية المتعلقة بحماية الطفولة.


ويؤكد مراقبون أن استمرار هذه الحملة قد يؤدي إلى تغييرات جذرية في البنية الدينية لليمن، ويهدد بمزيد من الانقسامات والاضطرابات، مطالبين بتدخل منظمات حقوقية ودولية للضغط على الجماعة ووقف الانتهاكات المتصاعدة ضد المساجد ودور القرآن.


غرفة الأخبار / عدن الغد