آخر تحديث :الأربعاء-12 نوفمبر 2025-05:23م
أخبار عدن

في منتدى العوذلي بعدن.. د. أديب ناصر لصور يستعرض الدور العلمي والحضاري للحضارمة في بناء الدولة الإسلامية

الأربعاء - 12 نوفمبر 2025 - 03:51 م بتوقيت عدن
في منتدى العوذلي بعدن.. د. أديب ناصر لصور يستعرض الدور العلمي والحضاري للحضارمة في بناء الدولة الإسلامية
(عدن الغد)خاص.

في ليلةٍ من ليالي عدن التي تتوهج فيها الكلمة وتنتصر فيها المعرفة على العتمة، شهد المنتدى الثقافي العوذلي في مديرية خور مكسر أمسية أدبية استثنائية احتفت بالعطاء العلمي والرصيد الحضاري والرموز الفكرية التي ساهمت في ترسيخ الوعي التاريخي والإنساني، وسط حضورٍ لافتٍ من الأكاديميين والمثقفين وروّاد المنتديات الفكرية.


الأمسية التي احتضنها مقر جمعية أبناء العواذل، اتخذت طابعًا علميًا وفكريًا عميقًا، حيث تناولت محاور تمزج بين التاريخ والعقيدة والهوية.

جاء المحور الأول بعنوان: "دور الحضارمة في بناء الدولة الإسلامية في صدر الإسلام وعصر الدولة الأموية"، قدّمه الأستاذ الدكتور أديب ناصر لصور، أستاذ التاريخ الإسلامي المساعد ونائب عميد كلية الآداب بجامعة عدن.

استعرض الدكتور لصور الدور الريادي للحضارمة في ميادين العلم والإدارة والسياسة خلال مراحل التأسيس الأولى للدولة الإسلامية، مبرزًا إسهاماتهم في نشر قيم العدالة والتسامح، وتثبيت ركائز الدولة الإسلامية في بقاعٍ شتى من العالم الإسلامي.

وقد أضاءت مداخلته على نماذج من رجال حضرموت الذين خلّدهم التاريخ ببصماتهم في ميادين العلم والفتوحات والتنمية الحضارية.


أما المحور الثاني، فحمل عنوان: "اليهود واليهودية"، قدّمه الأستاذ الدكتور محمد رجب أبو رجب، ممثل دولة فلسطين بعدن ورئيس قسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة عدن.

في طرحٍ علمي متّزن، تناول الدكتور أبو رجب جذور الوجود اليهودي في المنطقة، وتحولاتهم الدينية والسياسية عبر التاريخ، مسلطًا الضوء على محاولات التوظيف السياسي للدين في خدمة المشاريع التوسعية، ومبينًا أثر ذلك على الواقع العربي والإسلامي المعاصر.


وفي لحظةٍ تماهت فيها الكلمة مع الوجدان، ألقى الدكتور فضل مكوع قصيدة شعرية بعنوان "أمسية الأكاديمي أديب"، صاغ فيها مزيجًا من الفخر والوفاء، وحيا من خلالها رموز الفكر والفتح والحضارة.

امتزجت أبيات القصيدة بنبض التاريخ ودفء الإيمان، فكانت مرآةً للوعي والعزّة، حيث قال فيها:

تطيبُ الأماني بجهدٍ تطيبْ

وطابتْ بعزم الحصيف الأديبْ

وفي منتدى العوذلي نحتفي

برمزٍ حصيفٍ نبيلٍ مجيبْ

...

(وتختتم الأبيات بصوتٍ شعريٍ يفيض بالعزة والعزم والإيمان، وسط تصفيقٍ تفاعل معه الحاضرون بإعجابٍ واعتزاز.)


الأمسية لم تكن مجرّد لقاء ثقافي، بل كانت فضاءً لتجديد الإيمان بدور المثقف والأكاديمي في صياغة الوعي الجمعي، وبناء جسورٍ بين التاريخ والمستقبل.

فقد أجمعت كلمات الحاضرين على أهمية هذه المنتديات الفكرية في إعادة الاعتبار للهوية الحضارية لعدن والجنوب، وإبراز رموزها التي أسهمت في نشر العلم والنور في أرجاء العالم الإسلامي.


وفي ختام الأمسية، عبّر المشاركون عن شكرهم للقائمين على المنتدى الثقافي العوذلي وجمعية أبناء العواذل، لما يقدمونه من مبادرات ثقافية نوعية تُسهم في إنعاش المشهد الثقافي بعدن، مؤكدين أن الثقافة تبقى السبيل الأسمى لحفظ الذاكرة الجمعية وبناء مستقبلٍ يستمد ضياءه من وهج الماضي.