قال محمد النعماني، عضو الجمعية العمومية في المجلس الانتقالي الجنوبي وعضو لجنة الثقافة والإعلام بمجلس المستشارين، إن الجدل الدائر مؤخرًا حول مصطلح “الحفاظ على وحدة اليمن” ناتج عن سوء فهم سياسي للمفردات المستخدمة في خطابات الإقليم والمجتمع الدولي، مشيرًا إلى أن هذا التعبير لا يعني رفض القضية الجنوبية كما يعتقد البعض.
وأوضح النعماني أن هناك فرقًا جوهريًا بين عبارتي “الوحدة اليمنية” و“وحدة اليمن”، رغم تشابهما الظاهري، فالأولى تشير إلى مشروع سياسي محدد بدأ عام 1990 بين الشمال والجنوب، يقوم على دولة مركزية موحدة دون أي وضع خاص للجنوب، بينما الثانية تركز على الحفاظ على تماسك الكيان اليمني ومنع انهياره دون تحديد شكل الدولة أو نظام الحكم.
وأشار إلى أن عبارة “وحدة اليمن” باتت هي المستخدمة حاليًا في خطابات مجلس التعاون الخليجي والأمم المتحدة، وهي تعني الحفاظ على استقرار اليمن ومنع تفككه، مع بقاء كل الخيارات السياسية مفتوحة، سواء كانت فيدرالية أو كونفدرالية أو ترتيبًا خاصًا للجنوب، لافتًا إلى أن هذا التوجّه يعكس تحولًا في مقاربة الحل السياسي نحو لغة أكثر مرونة وواقعية.
واختتم النعماني بالتأكيد أن “الوحدة اليمنية” تعبّر عن التمسك بالنموذج القديم للدولة المركزية، بينما “وحدة اليمن” تعبّر عن قبول بتغيير شكل الدولة مع الحفاظ على تماسك الكيان الوطني، مضيفًا أن هذا التغيير في اللغة السياسية ليس عبثيًا، بل يعكس إدراكًا دوليًا بضرورة إيجاد حلول جديدة تراعي واقع الجنوب والشمال وتجنّب اليمن انهيارًا شاملًا.
