في مشهدٍ إنسانيٍّ مؤثرٍ يعكس روح العطاء والمسؤولية الاجتماعية، نفذت جمعية حصن حجرمين الخيرية التنموية مشروع تسليم الكتب الدراسية – المرحلة الأولى، والذي شمل طلاب الصفوف من الأول حتى الثالث الأساسي في مدرسة الفتح حجرمين. وجاء هذا المشروع ثمرةً لجهودٍ متواصلة تبذلها الجمعية من أجل دعم العملية التعليمية، وتعزيز فرص التعلم لدى أبناء الأسر محدودة الدخل في المنطقة.
تُدرك جمعية حصن حجرمين أن التعليم هو بوابة التنمية المستدامة، وأن دعم الطلاب في مراحلهم الأولى يشكّل الأساس لبناء جيلٍ مثقفٍ واعٍ قادرٍ على المساهمة الفاعلة في خدمة وطنه ومجتمعه. ومن هذا المنطلق، وضعت الجمعية ضمن استراتيجيتها السنوية مشاريع تعليمية تستهدف سد الفجوات التي تواجه الأسر في توفير المستلزمات المدرسية والكتب الدراسية، ولا سيّما في المناطق الريفية والمجتمعات الأقل حظًا.
وبتوفيق الله دشّنت الجمعية هذا العام المرحلة الأولى من مشروعها التعليمي، الذي حمل طابعًا إنسانيًا وتربويًا في آنٍ واحد، حيث تولّت عملية توزيع الكتب الدراسية على تلاميذ الصفوف الأساسية الأولى، لضمان انطلاقةٍ تعليميةٍ سليمةٍ تخفف من الأعباء الاقتصادية التي ترهق أولياء الأمور مع بداية العام الدراسي الجديد.
وقد تم تنفيذ المشروع بإشراف مباشر من الأستاذ/ هارون محرم الجلال – رئيس الجمعية، وبحضور الأخ/ محمد صالح – رئيس اللجان المساعدة، ومسؤولة المرأة والطفل في الجمعية. وجرت عملية التوزيع في أجواء يسودها النظام والانضباط، وسط فرحة الطلاب وأولياء أمورهم الذين عبّروا عن امتنانهم لهذه اللفتة الكريمة التي جاءت في الوقت المناسب.
وخلال الفعالية، ألقى رئيس الجمعية كلمةً عبّر فيها عن شكره لله تعالى على توفيقه في إنجاح هذا المشروع، مؤكدًا أن ما تقوم به الجمعية هو جزء من مسؤوليتها المجتمعية تجاه أبناء المنطقة، ودليلٌ على إيمانها الراسخ بأن العلم هو أعظم استثمار في المستقبل. وقال في كلمته:
إنّ مشروع تسليم الكتب الدراسية ليس مجرد نشاط خيري عابر، بل هو خطوة استراتيجية في مسيرة بناء الإنسان، وتأكيد على أن التعليم هو السلاح الأقوى الذي يمكن أن نواجه به تحديات الحياة ونبني به أجيالًا تنهض بالمجتمع نحو مستقبلٍ أفضل
المشهد في مدرسة الفتح حجرمين كان مفعمًا بالبهجة، إذ ارتسمت الابتسامة على وجوه الطلاب وهم يتسلمون كتبهم الجديدة التي سترافقهم طوال عامهم الدراسي. أولياء الأمور بدورهم عبّروا عن ارتياحهم الكبير لهذه المبادرة، التي خففت عنهم عبء شراء الكتب، في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يواجهها الكثيرون.
وفي ختام الفعالية، وجّه رئيس الجمعية ومدير المدرسة دعوة صادقة إلى رجال الخير والداعمين في الداخل والخارج للاستمرار في مساندة هذه المشاريع التعليمية الخيرية، مشددين على أن نجاح المرحلة الأولى يشكّل حافزًا قويًا لاستكمال بقية المراحل التي ستغطي الصفوف الدراسية الأعلى في المستقبل القريب.
وأكد رئيس الجمعية أن الجمعية ماضية في تنفيذ مشاريعها التنموية والتربوية بما يعزز قيم التكافل المجتمعي ويضمن وصول الدعم إلى مستحقيه، مضيفًا أن “كل كتابٍ يُقدَّم اليوم لطالبٍ محتاج، هو لبنةٌ تُضاف إلى صرح التعليم، وخطوةٌ نحو مجتمعٍ أكثر وعيًا وتقدمًا.”
تسعى جمعية حصن حجرمين الخيرية التنموية إلى أن تكون نموذجًا يُحتذى به في العمل الخيري المتكامل، حيث لا تقتصر أنشطتها على الجانب الإغاثي، بل تمتد لتشمل التنمية البشرية والتعليم وتمكين المرأة والطفل، ضمن رؤيةٍ طموحة تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي للأسر المحتاجة وتحسين جودة الحياة في المجتمع المحلي.
ويُعد مشروع تسليم الكتب الدراسية أحد المشاريع المحورية في برامج الجمعية، لما له من أثرٍ مباشر في دعم التعليم، وهو يندرج ضمن سلسلة من المبادرات التي تنفذها الجمعية على مدار العام، تشمل تقديم الحقائب المدرسية، وتنظيم الدورات التعليمية، ورعاية المتفوقين أكاديميًا، إضافة إلى برامج الرعاية الاجتماعية والصحية.
من خلال هذا المشروع وغيره من المبادرات التنموية، تؤكد جمعية حصن حجرمين الخيرية التنموية التزامها بمبدأ أن العلم هو حجر الأساس لأي نهضة حقيقية، وأن دعم الطالب في بداياته الدراسية هو دعمٌ للمستقبل بأسره. فالعطاء الذي يزرع اليوم ثماره في التعليم، سيثمر غدًا في التنمية والتقدم والازدهار.
تجدد الجمعية شكرها لكل من ساهم وشارك في إنجاح هذا المشروع الإنساني، وتؤكد استمرارها في رسالتها النبيلة واضعة نصب عينيها شعارها الذي أصبح عنوانًا لعطائها:
عطاءٌ يستمر… وخيرٌ يُثمر
*من مؤمن الحاج