وجهن جنوبيات من أجل السلام التحية للمرأة الجنوبية والمرأة في العالم بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرون عاما لصدور القرار (1325).
حيث جاء فيها:
" الذكرى الخامسة والعشرون عاما لصدور القرار 1325
تحية الى المرأة الجنوبية والمرأة في العالم من اجل ان يعم السلام والامن في العالم اجمع.
خمسة وعشرون عاما مضت على صدور القرار الأممي (1325) الذي أعاد تعريف معاني الأمن والسلام من زاوية إنسانية عندما وضع المرأة في قلب المعادلة لا على هامشها.
ومنذ ذلك اليوم في 31 أكتوبر 2000 أصبح هذا القرار وعد أممي بأن صوت النساء لن يُهمش بعد الآن في مسارات الحرب والسلام..
لكننا كنساء من الجنوب تعلمنا أن القرارات وحدها لا تصنع التغيير بل تصنعه الإرادة والوعي الجمعي والمرأة التي ترفض أن تكون مجرد رقم في تقارير الأمم المتحدة.
ونحن على اعتاب العام 2026 تدخل الحرب عامها الـ12 ولا تزال المرأة في جنوب اليمن تحمل عبء الحرب ووجعها لكنهن أيضا حملن مفاتيح التماسك والصبر في وجه الانقسام وستر البيوت حين غابت الدولة ووجدان المجتمعات حين جف الأمان.
ولم ينتظرن مؤتمرات دولية لتمنحها صفة "صانعات السلام" كن يصنعن السلام فعلاً في المدارس في الأسواق، في الحارات، في قلوب أبنائهن، وفي كل مكان يهدأ فيه النزاع لأن امرأة قررت أن تُصلح لا أن تُشعل الدمار.
إن "جنوبيات من أجل السلام" مرجعيتها القرار 1325 والتي تبنته عند تأسيسها في 17 ابريل 2017 بدعم ورعاية من المعهد الاوروبي للسلام تؤكد ان القرار 1325 ليس وثيقة للاحتفاء بها في المناسبات بل مسؤولية أخلاقية ووطنية تتطلب ان يكون لها دورا فاعلا في صياغة حق تقرير المصير للجنـوب وأن المرأة الجنوبية اليوم ليست فقط تطالب بحقها في المشاركة بل في أن تُعيد تعريف المشاركة ذاتها. أن تكون جزء من صياغة المصير لا متفرجة عليه.
في هذه الذكرى نرفع صوتنا لنقول:
لا سلام بدون النساء.
ولا تنمية بدون عدالة.
ولا عدالة بدون إنصاف من عشن الحرب ودفعن ثمنها بصمت وكرامة.
نطالب بتمكين النساء من الجلوس على طاولات اتخاذ القرار وليس كشاهد زور بل من اجل ان تكون صانعة السلام لحرب اكلت الاخضر واليابس.
نطالب أن تُسمع تجاربنا لا أن تُقرأ في تقارير الآخرين.
نطالب أن تُصاغ خطط السلام برؤية جنوبية تنبع من واقعنا من قُرانا ومدننا من أصوات الأمهات والمعلمات والبائعات والممرضات اللواتي يحفظن الحياة كل يوم في بلد مرهق بالحروب.
خمسة وعشرون عامًا لصدور القرار 1325 لا نريد احتفالاً شكلي بل انتقالا حقيقيا من النص إلى الفعل.
سلام يخرج من المجتمع ولا يُفرض عليه.
وسلام تصنعه النساء بضميرهن لا يُرسم لهن على الورق.
نحن "جنوبيات من أجل السلام" نحمل في قلوبنا إيمان لا يتغير
أن المرأة التي تحمي بيتها قادرة أن تحمي وطنها.
وأن السلام ليس شعار نردده بل طريق نسير فيه مهما طال الزمن.
صادر عن جنوبيات_من_أجل_السلام
31 أكتوبر 2025