اعتبر تحليل لمعهد الشرق الأوسط الأمريكي أن اليمن لا يزال الحلقة الأضعف وأحد أكثر تحديات الأمن الشائكة في المنطقة خارج غزة والضفة الغربية، مشيرا إلى أن الظروف الأمنية في اليمن وفي المواقع الاستراتيجية الرئيسية في البحر الأحمر لاتزال هشة.
وقال التحليل -الذي تناول السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط إنه وعلى الرغم من أن اليمن يقع في محور استراتيجي رئيسي للشحن العالمي، فقد تبنت إدارة ترامب إلى حد كبير نهج "عدم التدخل" تجاه البلاد.
وأشار إلى أنه مع اقتراب نهاية الربع الثالث من العام الأول من ولاية الرئيس دونالد ترامب الثانية، يبدو سجل إنجازات إدارته متباينًا.
حيث يُعدّ وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس وإنهاء الحرب المدمرة في غزة خطوةً مهمةً إلى الأمام، إلا أن نهجه غير التقليدي في السياسة الخارجية ترك أسئلةً أكثر من الإجابات.
ورجح المعهد أن تُضعف الضغوط الداخلية قدرة الإدارة على تنفيذ أجندة الرئيس للأمن القومي داخليًا وخارجيًا، برغم أن تركيز ترامب لا يزال منصبًّا، في الوقت الحالي، على الشرق الأوسط.
ووفق التحليل، تظل الدول الأربع - سوريا ولبنان والعراق واليمن - ساحة رئيسية للتنافس بين القوى الإقليمية والعالمية.
ومن شأن الانتقال الناجح وتوطيد السلطة في سوريا ولبنان أن يفيد الأمن الأمريكي بشكل عام، وقد تحرك ترامب بشكل عملي لتقديم الدعم المباشر وحشد المساعدة من الآخرين في المنطقة. كما قد تشير نتيجة الانتخابات في العراق في نوفمبر إلى الاتجاه الذي ستتخذه البلاد.
واستمرت هجمات الحوثيين على الطرق البحرية. حيث أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن العديد من الهجمات في البحر الأحمر وخليج عدن، بما في ذلك ضربة صاروخية على سفينة الشحن التي ترفع العلم الهولندي مينيرفاغراخت في خليج عدن في 29 سبتمبر/أيلول 2025.
وأشار إلى تدهور حالة الأمن الإنساني في اليمن. ففي 15 سبتمبر، أصدرت الأمم المتحدة تحذيرًا إنسانيًا من "تصاعد العنف والجوع" في اليمن يهدد بتجويع الملايين وزعزعة استقرار المنطقة الأوسع.
كما سلط التقرير الضوء على الخطر الذي يتهدد عمال الإغاثة في البلاد، مع ورود تقارير تفيد بأن الحوثيين احتجزوا مؤخرًا عددًا من موظفي الأمم المتحدة. وقد أُطلق سراح بعضهم لاحقًا، ولكن ورد أن أكثر من 50 آخرين ما زالوا رهن الاحتجاز لدى الحوثيين.
وبحسب التحليل شملت التحركات الرئيسية للسياسة الأمريكية بشأن اليمن، استمرار العقوبات والضغط على الحوثيين. ففي 11 سبتمبر، أعلن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية عن عقوبات جديدة تستهدف الأفراد والكيانات المرتبطة بشبكات الحوثيين غير المشروعة للإيرادات وشراء الأسلحة.
بالإضافة إلى التمسك بوقف إطلاق النار، دون أي عمليات أمنية أو عسكرية رئيسية جديدة. ففي أعقاب الحملة العسكرية الأمريكية "عملية الفارس الخشن" من 15 مارس إلى 6 مايو التي استهدفت أفرادًا وقدرات عسكرية من الحوثيين، والتي انتهت بوقف إطلاق نار بوساطة عُمانية، لم يتم إحراز أي تقدم في هذا المجال.
وبالتالي تظل الظروف الأمنية في اليمن وفي المواقع الاستراتيجية الرئيسية في البحر الأحمر هشة.
أما بالنسبة للتعامل مع إيران فقد رأى المعهد أن ما ينقص السياسة الأمريكية هو أن وضع البرنامج النووي الإيراني ودعمه للإرهاب وأنشطته الإقليمية المزعزعة للاستقرار لايزال دون حل إلى حد كبير - ولا توجد سوى دلائل قليلة على وجود أي مبادرة دبلوماسية أمريكية واضحة مدعومة بتدابير أمنية لمعالجة هذه القضايا.