اعتبر الصحفي والباحث السياسي سامي الكاف أن أي حديث عن إدماج جماعة الحوثي في عملية سياسية تقوم على مبدأ "التسوية والتقاسم" لا يعدو كونه إعادة إنتاج للوهم ذاته الذي أدى إلى تدمير الدولة اليمنية، وترك البلاد رهينة للفوضى والعبث.
وأكد الكاف أن الجماعات العقائدية لا تدخل السياسة لممارستها، بل لتفريغها من مضمونها، مشيرًا إلى أن الحوثيين لا يرون في الدولة إطارًا جامعًا، بل غنيمة تُستباح باسم "الحق الإلهي"، في مسار يهدف إلى إقامة دولة ثيوقراطية مغلقة.
وأضاف أن كل مبادرة للحوار مع هذه الجماعة تتحول، عاجلًا أو آجلًا، إلى فخ سياسي ناعم ، تُستخدم فيه لغة السلام كأداة لإطالة أمد السيطرة، لا لإنهائها، مؤكدًا أن سلطة الأمر الواقع التي تحكم بقوة السلاح لا يمكن أن تكون مشروع دولة، لأن الدولة تقوم على العقد الاجتماعي لا على منطق الغلبة.
واختتم الكاف تحليله بالتأكيد على أن ما يعيشه اليمن اليوم ليس مجرد صراع على الحكم، بل صراع على مفهوم الدولة نفسها: هل هي كيان مدني جامع، أم سلطة طائفية سلالية مغلقة؟ معتبرًا أن التجربة الحوثية قدمت الإجابة بوضوح، وأثبتت أنها لا تؤمن بالدولة كمفهوم جامع، بل كوسيلة للهيمنة.
