وضاح بن عسكر
المغتربين خارج يمارسون عاداتهم وتقاليدهم محافظين عليها
في كل مناسبة بالخارج تشرق الأصوات التي تحمل رائحة الوطن ودفء الانتماء ومن بين تلك الأصوات البارزة يبرز اسم الشاعر الشاب أبو راس بن مجمل شاعر المناسبات الذي استطاع أن يجمع بين الموهبة الفطرية والحضور الشعبي في حفلات الأفراح والجلسات الشعرية التي يحييها المغتربون في مختلف الدول.
يحمل المغتربون حبهم للوطن أينما ذهبوا ويحرصون على الحفاظ على العادات والتقاليد، خصوصاً في مناسبات الفرح التي تتحول إلى ساحة يجتمع فيها الشعر والموروث الشعبي، حيث يتبادل الشعراء التهاني والحوارات الشعرية ويعبرون عن حنينهم الكبير للوطن.
ويُعد فن الشرح والرجزات من أبرز الفنون التراثية المشتركة بين محافظات أبين وشبوة والبيضاء وبعض مناطق يافع، حيث يقف المشاركون صفين متقابلين أو ضمن دائرة كبيرة، يتبادلون الأهازيج والأصوات الشعبية تحت إشراف شعراء ومنظمين بارزين أمثال أبو حمدي اليزيدي، سعيد المفلحي، أبو وعد، أبو عين، أبو خليفة، ويحيى زكريا الذين يبدعون في إدارة هذه الحفلات وجعلها لوحات تراثية حيّة.
وفي خضم هذه الأجواء، لمع نجم الشاعر أبو راس بن مجمل، الذي تميز بالشعر المباشر، وثقته العالية بنفسه، وإلقائه البليغ، وصوته العذب الذي أسر قلوب الحاضرين. وقد اختير مؤخرًا كأحد أبرز الشعراء الشباب المشاركين إلى جانب كبار الشعراء مثل عسكر علي، ومحسن صالح اليافعي، وأبو قيس المشالي، وأبو شعبية، ليصبح اسمه حاضرًا بقوة في ساحة الشعر الشعبي.
حظي الشاعر الشاب بإشادة واسعة من الجمهور والشعراء المخضرمين، خاصة بعد مشاركته المتميزة في مناسبات أبناء شبوة، حيث لفت الأنظار بأدائه المميز وكلماته الجزلة، ليكسب بذلك قاعدة جماهيرية كبيرة داخل اليمن وخارجه.
وتنعكس شعبية “أبو راس” على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يتداول المتابعون مقاطع من قصائده التي تلقى رواجًا واسعًا وتُظهر موهبته الفذة، ما أسهم في انتشار اسمه بشكل أكبر في الوسط الفني والشعبي.
وفي تصريح عبر صفحته الشخصية، عبّر الشاعر أبو راس عن امتنانه لكل أصدقائه ومتابعيه ومحبيه، مؤكدًا أن دعمهم كان له أثر كبير في شهرته، ومشيرًا إلى أنه يعتبر الشاعر الكبير عبدالقوي بن مجمل قدوته في الشعر، بينما يُعد الشاعر نايف عمر بن سلمان أول من اكتشف موهبته وشجعه على مواصلة المشوار.
اليوم، يقف الشاعر أبو راس بن مجمل في مقدمة الوجوه الشعرية الشابة التي أحيت روح التراث اليمني في المهجر، وصار اسمه عنوانًا للفرح والكلمة الجميلة.
ويبقى السؤال: هل سيواصل هذا الشاعر المبدع طريقه نحو المنافسة مع الكبار، أم سيكتفي بالبقاء نجمًا للمناسبات الشعبية؟
غرفة الأخبار / عدن الغد