آخر تحديث :الأحد-26 أكتوبر 2025-07:09م
شكاوى الناس

يعيش المئات من المشاركين في حملات التطعيم الوطنية والأنشطة التكاملية في مختلف المحافظات حالة من الغضب والاستياء الشديد، بعد تأخر صرف مستحقاتهم المالية منذ أشهر

الأحد - 26 أكتوبر 2025 - 04:33 م بتوقيت عدن
يعيش المئات من المشاركين في حملات التطعيم الوطنية والأنشطة التكاملية في مختلف المحافظات حالة من الغضب والاستياء الشديد، بعد تأخر صرف مستحقاتهم المالية منذ أشهر
ك/محمد عبده

يعيش المئات من المشاركين في حملات التطعيم الوطنية والأنشطة التكاملية في مختلف المحافظات حالة من الغضب والاستياء الشديد، بعد تأخر صرف مستحقاتهم المالية منذ أشهر، رغم الجهود الكبيرة التي بذلوها خلال الحملات التي غطّت المدن والقرى والمناطق النائية، تحت ظروف صعبة وأجواء قاسية.

يقول العاملون في تلك الحملات إنهم قدّموا واجبهم الوطني والإنساني بضمير حي، متنقلين بين الأحياء والمناطق الوعرة، متحدّين حرارة الشمس وانعدام المواصلات والمخاطر الأمنية، من أجل الوصول إلى كل طفل وكل أسرة، وتحصين المجتمع من الأوبئة التي تهدد حياة الآلاف، لكنهم اليوم يقفون في طوابير الانتظار الطويل، دون أن يجدوا من يسمع صوتهم أو يقدّر تعبهم.

“نحن لم نعمل تطوعاً.. بل بعقود رسمية وتعهدات من الجهات المختصة، لكن مرت أشهر ولم نستلم ريالاً واحداً”، يقول أحد العاملين في الميدان بغضب، مضيفاً أن بعضهم اضطر للاقتراض لتغطية نفقات المعيشة بعد أن استنفد ما لديه أثناء تنفيذ المهام.

ويؤكد المشاركون أن تأخير صرف المستحقات تكرّر في أكثر من حملة، رغم الوعود المتكررة من الجهات المشرفة، مطالبين الحكومة ووزارة الصحة العامة والسكان واليونيسف والمنظمات الداعمة بسرعة التدخل وإنصافهم، وصرف كافة المبالغ المستحقة دون تأجيل أو مماطلة.

وأشار عدد من المشرفين إلى أن هذه التأخيرات تضعف الحماس وتؤثر على مصداقية الحملات القادمة، وتخلق حالة من الإحباط بين العاملين الذين يشكّلون العمود الفقري لنجاح أي نشاط صحي ميداني، داعين إلى ضرورة وضع آلية شفافة وواضحة تضمن صرف المستحقات فور انتهاء كل حملة، احتراما للجهد والتضحيات.


يقول أحد المشاركين:

> “نحن من طرقنا أبواب البيوت بيتاً بيتاً، وحملنا أدوات التبريد واللقاحات في شوارع لا تصلها السيارات، وواجهنا الرفض والمخاطر من أجل إنقاذ الأطفال من الأمراض، فهل يُعقل بعد كل ذلك أن نُحرم من حقوقنا؟!”

وتحمّل اللجان الميدانية الجهات المسؤولة – سواء في وزارة الصحة أو مكاتبها بالمحافظات أو الجهات المانحة – المسؤولية الكاملة عن هذا التهاون، مشددين على أن استمرار هذا الوضع يُعد ظلماً واضحاً للعاملين في القطاع الصحي الميداني، الذين كانوا وما زالوا خط الدفاع الأول في مواجهة الأوبئة.

وفي ختام البيان، طالب المشاركون بـ:

1. صرف المستحقات المتأخرة فوراً لجميع العاملين في الحملات السابقة.

2. إعلان جدول زمني واضح للصرف مستقبلاً.


3. تحسين آلية الإشراف المالي وضمان العدالة بين جميع المديريات.

4. تقدير الجهود الميدانية وتوفير الحوافز اللازمة لضمان استمرار نجاح البرامج الصحية.

إنّ صمت الجهات المعنية أمام معاناة هؤلاء العاملين إهانة لجهود آلاف الميدانيين الذين حافظوا على حياة الأطفال، وواجب على كل مسؤول أن يتحرك لإنهاء هذا الظلم قبل أن تفقد الحملات القادمة ثقة الكوادر التي طالما كانت عنوان النجاح.