آخر تحديث :السبت-25 أكتوبر 2025-11:07م
أخبار وتقارير

صيادو الخيسة في عدن.. بين قسوة البحر وتداعيات الحرب والمناخ.. قصة صمود لا تنتهي

السبت - 25 أكتوبر 2025 - 08:52 م بتوقيت عدن
صيادو الخيسة في عدن.. بين قسوة البحر وتداعيات الحرب والمناخ.. قصة صمود لا تنتهي
عدن الغد _ خاص

في أقصى الجنوب اليمني، وتحديدًا في منطقة الخيسة الساحلية بمدينة عدن، تتهادى القوارب الخشبية على سطح البحر ببطء، بعضها يرسو على الشاطئ بانتظار هدوء الأمواج، وبعضها الآخر يستعد لرحلةٍ مجهولة بحثًا عن رزقٍ بات أكثر صعوبة من أي وقتٍ مضى.

هنا، حيث يمتزج صوت الموج بأنين الحياة اليومية، يعيش الصيادون واقعًا مريرًا فرضته تداعيات الحرب والتغيرات المناخية التي عصفت بسواحل البلاد.


يقول عبدالله ناصر (23 عامًا)، وهو أحد الصيادين الشباب في المنطقة، في حديثه إلى منصة ريف اليمن:


“منذ أن كنت صغيرًا وأنا أرافق والدي إلى البحر. الصيد هو مصدر رزقي الوحيد، ومنه أؤمّن لقمة العيش لعائلتي. لا نملك سوى البحر، ومع ذلك أصبح قاسيًا علينا في السنوات الأخيرة.”


يعتمد عبدالله، مثل مئات الآلاف من الصيادين اليمنيين، على البحر كمصدر دخل أساسي، غير أن الحرب المستمرة منذ نحو عقد من الزمن أثّرت بشكل مباشر على قطاع الصيد، حيث تضررت الموانئ، وتراجعت فرص العمل، وازدادت صعوبة الحصول على الوقود ومواد الصيانة اللازمة للقوارب.


إلى جانب ذلك، يواجه الصيادون تحديات من نوعٍ آخر، تتمثل في التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة، ما أدى إلى اضطراب مواسم الصيد وقلّة الثروة السمكية في مناطق كثيرة من الساحل اليمني. كما تسببت الأعاصير والعواصف المتكررة في إغراق عدد من القوارب، وإتلاف شباك الصيادين، وخسارة مصدر رزقهم الوحيد.


ورغم هذه الظروف القاسية، يواصل صيادو الخيسة نضالهم اليومي في مواجهة البحر والعواصف والحاجة. فكل رحلة صيد بالنسبة لهم ليست مجرد بحث عن الأسماك، بل عن البقاء ذاته.


قصة عبدالله هي مرآة لواقع آلاف الصيادين اليمنيين الذين يكافحون من أجل البقاء، في زمنٍ أصبح فيه البحر شاهدًا على معاناتهم وصمودهم في وجه حربٍ لا ترحم ومناخٍ لا يهدأ.