آخر تحديث :Wed-22 Oct 2025-09:06PM
وفيات

أكاديمي وإعلامي وطبيب قلوب.. من يعرف أحمد زين باحميد حقًا؟

الأربعاء - 22 أكتوبر 2025 - 06:23 م بتوقيت عدن
أكاديمي وإعلامي وطبيب قلوب.. من يعرف أحمد زين باحميد حقًا؟
بقلم / عادل القباص

في زمنٍ قلّ فيه الرجال الحقيقيون، وندر فيه النقاء في المهنة والنية والسلوك، رحل عنا رجل لم يكن يشبه أحداً.. رجل عاش بهدوء، ومضى بصمت، كما لو أن الحياة لم تكن له، بل للآخرين الذين أحبّهم وخدمهم وأخلص لهم بصمت النبلاء.


رحل الأستاذ أحمد زين باحميد، تاركًا وراءه سيرةً لا تحتاج إلى رتوش، وذاكرةً مملوءة بالحبر النظيف، والعمل المخلص، والوجوه التي ابتسمت حين ناداها، وعقولًا أضاءها بعلمه، وأرواحًا طيّبها بتعامله.


▪️ هكذا يموت الطيبون في بلدٍ أنهكته الويلات منذ زمن بعيد..!

▪️ يرحلون في صمتٍ وهدوءٍ شديد..!

▪️ يترجلون عن هذه الدنيا، وكأنهم يتخلصون من عبءٍ ثقيل، وعناءٍ مرير..!

من عمرٍ قضوه كدًّا ونكدًا وتعبًا وقلقًا وحزنًا وألمًا..!

ومن حياة أثقلتهم بالهموم والغموم والمتطلبات والالتزامات..!


لا يكترثون بالموت، ولا يلوّحون بالوداع.. يكونون قد شبعوا حياةً وموتًا، ولم يجدوا طوال عمرٍ طويل سوى الخذلان، ومن بعده النكران.. وفي الحالتين، يبقى الموت أسلم وأرحم..!


الطيبون نادرون.. منذ الرمق الأول في الحياة يكدّون ويتعبون، ينجحون ويبدعون، ويُحاربون.. ولا يتكلمون..!


وإذا ما وهن العظم واشتعل الرأس شيبًا، كعادتهم، لا يتلونون، ولا يجاملون، ولا يتنطعون، وأيضًا لا يحقدون..!

يختارون الهدوء، وزاويةً بعيدة، وستر الحال، وراحة البال..!

وإذا ما زارهم المرض، أو جثم واشتد، لا يغادر أنينهم جدران منزلهم..!


هكذا كان المعلم الفاضل، الأكاديمي، والإعلامي المخضرم أحمد زين باحميد.. رجل الحرف والكلمة، والطبيب، والصوت الإذاعي الجميل.. والحب والود.. والرجولة والإنسانية والطيبة.


هامةٌ وقامةٌ أكاديميةٌ إعلامية.. لم يجد حتى أبسط تقدير في وطنه، لا تكريم، ولا شكر..!


عمل في شبوة أكثر من 25 عامًا، في مستشفى عتق المركزي مديرًا لقسم الأشعة، ورئيسًا لصحيفة "الرسالة"، ومراسلًا لإذاعة صنعاء، وخصوصًا البرنامج الشهير "في ربوع السعيدة".

كنا زملاء في العمل الإذاعي، نغطي الفعاليات والأنشطة اليومية؛ هو في إذاعة صنعاء، وأنا في إذاعة عدن، نقدم صورة جميلة ومشرقة عن محافظة شبوة، بل كنا نقوم بعمل تطوعي في التغطية في بعض الإذاعات المحلية مثل المكلا وسيئون.

وبعد أن غادر شبوة إلى المكلا – جامعة حضرموت، اختارني بدلًا عنه مراسلًا لبرنامج "في ربوع السعيدة"، وواصلت في مهنة المتاعب حتى بدأت الحرب ، وتوقفت إذاعتا صنعاء وعدن.

وكان أبو علي قلماً بارعًا، وكاتبًا، ومؤلفًا، وذاكرةً قوية، وأستاذ الإعلام بجامعة حضرموت.


أفنى عمره في خدمة العلم، والإعلام، والإصلاح، وتربية الأجيال على القيم المهنية الصادقة، وكان مثالًا في الأخلاق والعطاء والوفاء والإخلاص.


بالتأكيد، كل ما سبق يعرفه القاصي والداني.. لكن ما لا يعلمه الكثير، أنه كان إنسانًا نقيًا، يقدّم الآخرين على نفسه، يشعر ويتوجع لآلامهم، ويخدم مختلف شرائح المجتمع في المستشفى.


اخر زيارة له إلى محافظة شبوة هو والاعلامي القدير المحاضر الأستاذ ايمن باحميد كانت في شهر مارس2021م ومشاركتهم المثمره في ( البرنامج التدريبي الإعلامي الشامل ) بدعوة كريمة من مدير عام مكتب الإعلام بمحافظة شبوة سابقا الأستاذ عبدالله أبوبكر بارحمة .


ارتحت يا أستاذ أحمد.. ذهبت عند من هو أعلم وأرحم.. لك الرحمة والمغفرة والجنة، ولأسرتك وأهلك وأصدقائك الصبر والسلوان. "إنا لله وإنا إليه راجعون"