لحج/ صديق الطيار:
تواصلاً لجهود لجنة حل قضايا الثأر في مناطق الصبيحة، وفي إطار وثيقة العهد والميثاق القبلي لطي صفحة الثأرات بمناطق الصبيحة.. احتضن منزل العميد حمدي شكري الصبيحي، قائد الفرقة الثاني عمالقة، قائد الحملة الأمنية - رئيس لجنة حل قضايا الثأر في الصبيحة، عصر اليوم، تحرير عقد صلح واتفاق لحل قضايا ثأر ونزاعات دموية بين كلٍّ من: قبيلتي الخَلّيْفة والكَرِّيْسة، وبين قبيلتي العَمّيْدة والرّجِّيْعة، وكذلك بين أبناء قبيلة العَمّيْدة فيما بينهم البين، والواقعة كلها في إطار مديرية طور الباحة.
وحظي الصلح بحضور الفريق الركن محمود الصبيحي، مستشار رئيس مجلس القيادة الرئاسي لشؤون الدفاع والأمن، واللواء الركن أحمد عبدالله التركي، محافظ محافظة لحج - رئيس اللجنة الأمنية بالمحافظة، ومدير عام مديرية طور الباحة الأستاذ عفيف الجعفري، وعدد من المرجعيات القبلية والمشايخ والوجهاء والقيادات الأمنية والعسكرية والمسؤولين بالصبيحة.
وفي مستهل اللقاء، رحب العميد حمدي شكري بالفريق محمود الصبيحي واللواء أحمد التركي، وبكل الحاضرين.. مؤكداً أن إصلاح ذات البين من أجل الأعمال إلى الله تعالى.. موضحاً أن هذه القضايا التي تم حلها والصلح فيها من قضايا الثأر الشائكة والعالقة منذ ما قبل حرب 2015، والتي كانت تشكل تهديداً حقيقياً للأمن والسلم الاجتماعي بين الإخوة.. مشيراً إلى أن الصلح فيها جاء ترجمة لجهود ومساعٍ سابقة بذلت إلى أن تم الصلح بين الأطراف المتنازعة، وحل تلك القضايا حلاً جذرياً بموجب ما تضمنه منطوق العهد والصلح والاتفاق.
المستشار الفريق محمود الصبيحي، من جانبه ألقى كلمة، تطرق فيها إلى ما تشهده مناطق الصبيحة من تحول تاريخي فريد، بفضل الله عز وجل ثم بفضل الحملة الأمنية، مشيداً بجهود قائد الحملة العميد حمدي شكري وكل قياداتها وأفرادها، وبجهود ومساعيَ وجهاء وعقلاء الصبيحة، والتي أسفرت عن القضاء على الآفات والظواهر السلبية التي كانت سائدة كالتقطع والتهريب، وأبرزها ظاهرة الثأر التي أرهقت القبائل واستنزفت دماؤهم وأرهقتهم على مدى عقود من الزمن.
ودعا الفريق الصبيحي كل أبناء الصبيحة إلى تقوية نسيجهم الاجتماعي وتوحيد كلمتهم ولمّ صفهم، والحفاظ على النجاحات والمنجزات الأمنية والتنموية التي تحققت، مؤكداً أنهم صاروا مغبونين لما تشهده مناطقهم من تحول إيجابي على كل المستويات، وما أظهروه من تماسك وترابط أخوي وثيق، خاصة فيما يخص المبادرات والمساعي الحثيثة المخلصة للقضاء على آفة الثأر وطي صفحتها نهائياً.
من جانبه، أوضح اللواء أحمد التركي، محافظ محافظة لحج، أن ما تشهده مناطق الصبيحة من تغير إيجابي جذري فاق كل التوقعات ولاقى إشادة واسعة على المستوى الرسمي والشعبي في عموم الوطن، وأكسب أبناء الصبيحة مزيداً من التقدير والاحترام.. مؤكداً على ضرورة الحفاظ على هذه المنجزات لضمان العيش في مجتمع آمن ومستقر..
عقب ذلك، تمت قراءة منطوق الصلح الذي اتفق عليه الجميع ووقعوا عليه لتنفيذه بكل رضا وقناعة. ولاقى هذا الاتفاق والصلح إشادة واسعة من قبل كل الحضور من الشخصيات الاجتماعية والقيادية والمرجعيات القبلية، الذين باركوا هذه المبادرة الطيبة لإغلاق ملف دموي ظل مفتوحاً على مدى سنوات طويلة، وتسبب في تمزيق النسيج الاجتماعي لأبناء المجتمع الواحد.. مثمنين جهود القيادات والعقلاء والحكماء الذين وفقهم الله إلى إصلاح ذات البين ونزع فتيل الفتنة وحقن الدماء والتأليف بين قلوب الإخوة.
هذا، ويعتبر الصلح والاتفاق الذي تم اليوم ناهياً لكل قضايا الثأر بين القبائل المتنازعة المذكورة من حين التوقيع عليه، وأي شخص يخرج عن مضمونه يعتبر ناقضاً للعهد والاتفاق ويتحمل مسؤولية فعله وتجاوزه منفرداً ولا دخل لقبيلته فيه، وعلى أهله وأقاربه وكل من في قبيلته عدم قبوله أو الوقوف معه باعتباره شخصاً متجاوزاً لما تم من صلح واتفاق، ويتحمل لوحده عاقبة ما قد يرتكب من فعل جنائي.