شهدت منطقة حجر بعد ظهر اليوم انعقاد اجتماع موسّع، ضم نخبة من المشايخ والقيادات والشخصيات الاجتماعية والأكاديمية والعسكرية والأمنية إلى جانب رؤساء المراكز في المجلس الانتقالي الجنوبي والسلطة المحلية واللجان المجتمعية، وذلك لمناقشة الأوضاع الخدمية والإدارية التي تعاني منها المنطقة منذ سنوات، ولبحث سبل معالجة تلك الإشكالات بصورة منظمة ومؤسسية.
وفي مستهل الاجتماع الذي عقد في منزل الشيخ أحمد علي مانع، وقف الحاضرون دقيقة صمت وفاءً وإجلالًا لأرواح الشهداء الأبرار من أبناء القوات المسلحة الجنوبية الذين قدموا أرواحهم في جبهات القتال دفاعًا عن الجنوب وقضيته العادلة. كما رفع المجتمعون أسمى التهاني والتبريكات للقيادة السياسية والعسكرية الجنوبية ممثلة بالرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، بمناسبة الذكرى الثانية والستين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، مؤكدين أن تضحيات الشهداء ستظل نبراسًا يضيء طريق الأجيال نحو الحرية وبناء الدولة الجنوبية المنشودة.
وفي الاجتماع، ناقش الحاضرون جملة من القضايا الخدمية والإدارية التي تمس حياة المواطنين في حجر، وفي مقدمتها غياب المشاريع التنموية الأساسية، وضرورة إنصاف المنطقة في خطط التنمية القادمة، بما ينسجم مع دورها النضالي ومكانتها الجغرافية والاجتماعية.
وأكد الحاضرون في كلماتهم على أهمية وحدة الصف المجتمعي في حجر بكل مكوناته وتوجهاته، والعمل بروح المسؤولية والتكامل لما فيه خدمة أبناء المنطقة ومصالحهم المشروعة، بعيدًا عن أي اعتبارات أو انقسامات فرعية، مشددين على أن حجر كانت ولا تزال جزءًا أصيلًا وفاعلًا من النسيج الوطني الجنوبي، وقدمت قوافل من الشهداء والجرحى في سبيل الانتصار للمشروع الوطني الجنوبي.
وخرج الاجتماع بعدد من القرارات والمخرجات العملية التي هدفت إلى تنظيم العمل المجتمعي والمؤسسي في المنطقة على النحو الآتي:
أولًا: شكيل لجنة خدمية وتمثيلية تُعنى بإعداد مصفوفة بالمشاريع والاحتياجات العاجلة لمنطقة حجر، ورفعها رسميًا إلى قيادة السلطة المحلية والمجلس الانتقالي بالمحافظة للمطالبة بتنفيذها ضمن خطط التنمية القادمة.
ثانيًا: تشكيل لجنة أكاديمية متخصصة تتولى إعداد دراسة ديموغرافية وإحصائية شاملة لأبناء المنطقة بالتنسيق مع الجهات المختصة في المجلس الانتقالي والسلطة المحلية، تمهيدًا لإعداد ملف إداري متكامل يعزز مطلب أبناء حجر في نيل حقوقهم الإدارية المشروعة.
ثالثًا: تشكيل لجنة مرجعية عليا تضم وجهاء ومشايخ وشخصيات اجتماعية من أبناء المنطقة، تكون مهمتها الإشراف على أعمال اللجان السابقة، وحل أي إشكالات أو عقبات قد تعترض سير عملها.
رابعًا: تأسيس صندوق مجتمعي تشرف عليه لجنة مالية تُموّل من خلال اشتراكات رمزية تطوعية من أبناء المنطقة، بهدف تغطية نفقات المتابعة والتنقل والأنشطة المرتبطة بمطالب أبناء منطقة حجر.
وفي ختام اللقاء، عبر الحاضرون عن تقديرهم لقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة الضالع ممثلة بالعميد عبد الله مهدي، وللسلطة المحلية في المحافظة ممثلة باللواء علي مقبل صالح، ومدير المديرية الأستاذ عبد الواسع، مثمنين جهودهم في خدمة المحافظة ككل، ومطالبين في الوقت ذاته بالتعامل الإيجابي والعادل مع أبناء منطقة حجر وفق مبدأ العدالة والمساواة بين جميع مناطق المحافظة.
واختُتم الاجتماع بتأكيد المشاركين أن أبناء حجر ماضون في خيارهم الوطني الجنوبي، متمسكون برؤية بناء مؤسسات الدولة الجنوبية الحديثة على أسس العدالة والشفافية والمواطنة المتساوية، وأن مطالبهم الخدمية والإدارية تأتي في إطار الحقوق المشروعة والعدالة الإنمائية التي ينشدها كل أبناء وطننا الجنوبي.
وفي السياق ذاته، شدد الحاضرون على أن منطقة حجر كانت وستظل نموذجًا للتلاحم الجنوبي الصادق، ورافدًا أصيلًا لمسيرة النضال الوطني، بما قدمته من تضحيات جسيمة ومواقف راسخة إلى جانب قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي في كل المراحل والمنعطفات.
وأكدوا أن أبناء حجر يقفون اليوم صفًا واحدًا خلف الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي وقيادة المجلس الانتقالي، مجددين العهد والوفاء لدماء الشهداء الأبطال، ومؤكدين أن مطالبهم الخدمية والتنموية لن تكون يومًا على حساب الثوابت الوطنية، بل هي جزء من مسيرة البناء الجنوبي الشامل نحو تحقيق دولة العدالة والكرامة والاستقرار في وطننا الجنوبي.