لقاء خاص مع العقيد عبدالله محسن البرير: الجوف تحت سطوة المليشيا وأملنا في التحرير القريب
في ظل واقع أمني معقد وتحديات متزايدة تعيشها محافظة الجوف الواقعة تحت سيطرة المليشيات الحوثية، يظل السؤال الملح: كيف يبدو الوضع الأمني هناك؟ وما الدور الذي يمكن أن تلعبه الأجهزة الأمنية في ظل هذا الانفلات والفوضى؟ في هذا اللقاء الحصري، يفتح العقيد عبدالله محسن البرير، نائب مدير أمن محافظة الجوف وقائد فرع الأمن الخاص، قلبه لصحيفة عدن الغد متحدثاً بصراحة عن المشهد الأمني الراهن، التحديات اليومية، ومساعي استعادة الاستقرار في المحافظة.
سؤال: كيف تصفون الوضع الأمني في محافظة الجوف حالياً؟
العقيد البرير: الوضع الأمني في الجوف مزرٍ للغاية، حيث يسود انفلات أمني خطير تغذّيه الثارات القبلية، ما يسمح للمليشيات الحوثية بالتمدد دون رادع. نشهد يومياً حوادث قتل بين القبائل، بينما تعمل عناصر حوثية على إذكاء الفتنة لإشغال المجتمع بالصراعات الداخلية. المواطن يعيش وضعاً مأساوياً بلا تعليم ولا صحة ولا مرتبات، ولا أي من مقومات الحياة الكريمة، وبات يتطلع إلى لحظة التحرير وعودة الشرعية لإنقاذه من هذا الواقع القاتم الذي فرضته المليشيات الإجرامية.
سؤال: ما أبرز التحديات التي تواجه الأجهزة الأمنية في ظل هذا الواقع؟
العقيد البرير: التحديات كثيرة ومتداخلة. من أخطرها انتشار الفكر الطائفي المتطرف بسبب محاربة التعليم الصحيح واستبداله بالملازم والخرافات. كما أصبحت الجوف وكراً لتهريب المخدرات وممراً لمرور الممنوعات. يضاف إلى ذلك تنامي ظاهرة السرقة وتقطعات الطرق وتغذية النزاعات القبلية، وكلها عوامل تعرقل استعادة الأمن وتزيد من معاناة المواطنين.
سؤال: هل هناك تنسيق بينكم وبين الجهات الرسمية خارج المحافظة؟
العقيد البرير: نعم، هناك تنسيق دائم مع الجهات الرسمية وفق الإمكانيات المتاحة. نحاول قدر المستطاع العمل ضمن ما هو ممكن رغم ضعف الموارد وانقطاع الدعم، ونسعى إلى تطوير هذا التنسيق بما يخدم أمن واستقرار المحافظة.
سؤال: ما هو الدور الذي تقومون به في حماية المواطنين داخل الجوف؟
العقيد البرير: حماية المواطن هي جوهر عملنا، وتشمل صون كرامته وحقوقه وتوفير الأمن له. نبذل جهوداً كبيرة حالياً من خلال التوعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ورصد الأوضاع بشكل مستمر، والتواصل مع المجتمع المحلي لتفادي أي استغلال من قبل المليشيات. المواطن أصبح أكثر وعياً بحقيقة هذه الجماعة ولن ينجر وراء دعايتها أو مشاريعها الهدامة.
سؤال: كيف تتعاملون مع الانتهاكات التي ترتكبها المليشيات ضد المواطنين؟
العقيد البرير: نحن على تواصل دائم مع المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية التي ترصد وتوثق هذه الانتهاكات. نقدم لها المعلومات والدعم اللازم لكشف جرائم المليشيات أمام الرأي العام العالمي، ونسعى لتوثيق كل انتهاك كي لا يفلت مرتكبوها من العدالة مستقبلاً.
سؤال: هل هناك خطط لاستعادة الأمن في المحافظة؟
العقيد البرير: نعم، لدينا خطط وإعدادات جارية ضمن إطار شامل لاستعادة الأمن والاستقرار في الجوف. هذه الخطط تشمل ترتيبات عسكرية وأمنية بالتعاون مع القوى الشرعية، ونحن على يقين أن التحرير قادم بإذن الله، وأن الأيام القادمة ستحمل بشائر الخير لأبناء المحافظة.
سؤال: ما هي رسالتكم إلى القيادة السياسية بشأن وضع الجوف؟
العقيد البرير: رسالتنا واضحة: تحرير محافظة الجوف ضرورة وطنية واستراتيجية. فهي تمثل عمقاً حيوياً لتأمين جبهات مأرب والحدود مع المملكة العربية السعودية. كما نطالب بإشراك أبناء الجوف في القرارات السياسية والمؤسسات الأمنية والعسكرية، لأنهم من أوائل من واجهوا المليشيات وقدموا تضحيات جسيمة. دعم الجيش والأمن هناك سيكون له أثر مباشر على استقرار اليمن بأكمله، فالتحرير سيقود إلى تحسن اقتصادي وسياسي وأمني شامل.
سؤال: كيف يمكن للمواطنين المساهمة في دعم الأمن والاستقرار؟
العقيد البرير: المواطن هو رجل الأمن الأول، ووعيه هو الضمان الحقيقي للاستقرار. نحن بحاجة لتعاون المواطنين في الإبلاغ عن الجرائم والمشبوهين، وتوعية أبنائهم بخطورة الفكر الحوثي المتطرف. العلاقة بين الأمن والمجتمع علاقة تكاملية، ولن ينجح الأمن إلا بمساندة الناس وثقتهم.
سؤال: هناك شكاوى من أفراد أمن الجوف بشأن توقف رواتبهم من قبل الشؤون المالية في الوزارة، ما الذي تم في هذا الجانب؟
العقيد البرير: نعم، هناك إشكالات متعددة أبرزها توقف رواتب الأفراد المنزّلين من قوة المحافظة. وقد التقينا بمعالي وزير الداخلية اللواء الركن إبراهيم حيدان أنا ومدير أمن المحافظة العميد محسن شطيف، وناقشنا معه أوضاع الجوف بشكل عام، وسلمناه ملفات تتعلق بالمنزّلين والموقوفين والشهداء والمنضمين. وقد وعد الوزير بحلول قريبة، ونحن نواصل المتابعة لضمان حقوق الأفراد وصرف مستحقاتهم. هذه الحقوق خط أحمر بالنسبة لنا، لأنها تمثل العمود الفقري لبقاء المؤسسة الأمنية فاعلة ومتماسكة.
العقيد عبدالله البرير في ختام الحوار:
"نحن مؤمنون أن فجر الجوف قادم لا محالة، وأن المليشيات مهما تمادت ستسقط أمام إرادة أبناء اليمن الأحرار. رسالتنا للمواطنين أن يصمدوا ويتمسكوا بالأمل، فدولة النظام والقانون قادمة بإذن الله، والجوف ستعود آمنة مستقرة كما كانت."
غرفة الأخبار / عدن الغد