في ذاكرة اليمن، هناك أسماء لا تغيب مهما مرّ الزمن، تبقى حاضرة كرموزٍ خالدة في وجدان الأجيال، ومن بين تلك الأسماء يسطع اسم الشهيد أحمد سالم علي طاحل، المعروف بالاسم السري عباس، أحد الأبطال الذين سطّروا بدمائهم صفحة ناصعة في مسيرة النضال الوطني ضد الاستعمار البريطاني.
في التاسع من سبتمبر عام 1967، سقط الشهيد أحمد سالم علي طاحل في منطقة الشيخ عثمان، وهو يؤدي واجبه الثوري كقائدٍ للقطاع الفدائي في المدينة، ليكون واحدًا من أولئك الذين أدركوا أن الحرية لا تُمنح، بل تُنتزع بالتضحية والإيمان بالقضية.
كان الشهيد من أبرز المناضلين الذين جمعوا بين الوعي السياسي والشجاعة الميدانية، وتميّز بقدرة تنظيمية عالية جعلته من العناصر الفاعلة في صفوف الجبهة القومية، التي قادت نضال الشعب اليمني ضد الاستعمار حتى تحقيق الاستقلال في 30 نوفمبر 1967.
تصفه أسرته ورفاقه بأنه كان شابًا مثقفًا، شديد الإيمان بعدالة قضيته، انخرط مبكرًا في العمل السري واتخذ من الاسم الحركي “عباس” غطاءً لنشاطه الثوري.
تنقل بين الأحياء والقرى في الشيخ عثمان وما جاورها لتنسيق العمل الثوري، وتنظيم اللجان الشعبية، ونشر الوعي بين المواطنين، وكان صوته محفزًا للأمل في زمن الخوف، وعقله يعمل ليل نهار من أجل هدفٍ واحد: أن يرى اليمن حرًّا من أي شكلٍ من أشكال الاستبداد والاحتلال.
ورغم مرور أكثر من نصف قرن على استشهاده، فإن ذكراه ما زالت حاضرة في الذاكرة الوطنية كرمزٍ للوفاء والإخلاص للوطن. لقد رحل جسدًا، لكنه بقي معنىً متجسدًا في كل مناضلٍ يرفع راية الحرية، وفي كل جيلٍ يستلهم من تضحياته دروس الكرامة والإصرار.
إن إحياء ذكرى الشهيد أحمد سالم علي طاحل اليوم هو وفاءٌ لتاريخٍ من النضال اليمني الذي صاغته تضحيات الرجال الأحرار، وتأكيدٌ على أن الحرية التي نعيشها لم تكن منحة، بل ثمرة نضالٍ طويلٍ قاده أمثاله من المؤمنين بأن الأوطان لا تُبنى إلا على دماء الشهداء وإرادة الأحرار.
رحم الله الشهيد، وجعل ذكراه منارةً للأجيال القادمة في طريق الحرية والوحدة والسيادة الوطنية.
غرفة الأخبار / عدن الغد