لا شك إن إدارة الأحوال المدنية والسجل المدني تعد دعامة أساسية للمجتمع من خلال توفير نظام فعال لتوثيق حياة الأفراد وتقديم خدمات أساسية لهم، فهي الجهة الحكومية المخولة والمسؤولة عن تسجيل وتوثيق وقائع الأحوال المدنية للمواطنين مثل شهادات الميلاد والوفيات وإصدار الوثائق الثبوتية، كما تهدف إلى توفير خدمات موثوقة وآمنة تضمن حقوق المواطنين.
موقع "عدن الغد" حاور مدير إدارة الأحوال المدنية والسجل المدني بساحل حضرموت العميد محمد محروس باغشوة الذي رد على أسئلتنا فماذا قال، نتابع ذلك في الحوار الآتي:
حاوره / عبدالعزيز بامحسون
في العام الماضي تم التدشين في إصدار البطاقة الشخصية الذكية، نريد أن نتعرف من خلالكم على مواقع المراكز الثابتة في ساحل حضرموت لتقديم خدمة صرف هذه البطاقة للمواطنين، وما هي الفرق بينها وبين البطاقة الشخصية التقليدية؟
أولا بالنسبة لمواقع المراكز الثابتة التي تصدر إصدار البطاقة الشخصية الذكية في المواقع الآتية: عاصمة المحافظة (المكلا) والشحر، كما أنشانا مؤخراً مركزين آخرين في مديرتي دوعن وحجر.
أما بخصوص الفرق بين البطاقة الشخصية التقليدية والبطاقة الشخصية بالشريحة الذكية فتتمثل في الآتي:
1) البطاقة الشخصية التقليدية:
ــ المعلومات:
تحتوي على معلومات أساسية مثل الاسم، تاريخ الميلاد، العنوان، الصورة الشخصية، ورقم الهوية.
ــ التصميم: غالبًا ما تكون مصنوعة من البلاستيك وتتضمن بيانات مطبوعة فقط.
ــ الاستخدام: تُستخدم لإثبات الهوية بشكل أساسي ولا تدعم أي وظائف إلكترونية.
ــ الأمان: توفر مستوى محدودًا من الأمان حيث يمكن تزوير البيانات بسهولة نسبية.
2) البطاقة الشخصية بالشريحة الذكية:
ــ المعلومات: تحتوي على المعلومات المطبوعة على البطاقة التقليدية، بالإضافة إلى معلومات رقمية مخزنة داخل الشريحة الذكية.
ــ الشريحة الذكية: تحتوي على شريحة إلكترونية مدمجة تعمل كذاكرة لتخزين البيانات بأمان، مثل: معلومات الهوية، وبصمات الأصابع، والصورة في بيانات أخرى.
ــ الاستخدام: تُستخدم لإثبات الهوية بشكل أكثر أمانًا، وفي المعاملات الإلكترونية مثل توقيع المستندات رقميًا، والوصول إلى الخدمات الحكومية عبر الإنترنت.
ــ الأمان: صعبة التزوير بسبب التشفير، وتدعم التحقق البيومتري مثل بصمة الإصبع أو الوجه.
ــ التكنولوجيا: تعتمد على تقنيات حديثة مثل التشفير الرقمي، ويمكن قراءتها باستخدام أجهزة خاص.
فعلى كل حال فإن البطاقة التقليدية توفر إثباتًا أساسيًا للهوية فقط، بينما البطاقة بالشريحة الذكية تقدم وظائف متعددة وتضمن أمانًا أكبر وسهولة في الوصول إلى الخدمات الرقمية.
ما هي الاجراءات والوثائق للحصول على هذه البطاقة؟
هو أن يقوم المواطن الراغب في استخراج البطاقة بالشريحة الذكية بزيارة موقع بوابة وزارة الداخلية لتنزيل الاستمارة الخاصة بها، ثم يقوم بتعبئتها وفق الوثائق الثبوتية التي يحملها من: بطاقة شخصية قديمة، وشهادة ميلاد، وجواز السفر للمقيمين في الخارج، مع ارفاق الشهود مع صور البطاقات، مع التأكيد من جهة العمل أو الشرطة أو عاقل الحارة في الاستمارة الثانية، بعد ذلك يتقدم إلينا حتى يتم تصويره والتأكد من البيانات الموجودة في الاستمارة والمرفقات، ثم يتم صرف له هذه البطاقة بعد فترة وجيزة جداً.
كم عدد البطاقات الشخصية الذكية التي صرفت بنهاية أغسطس 2025م؟
عدد البطاقات الشخصية الذكية التي صرفت خلال الفترة من يناير 2024م وهي بداية تدشين صرفها إلى أغسطس 2025م (64090) بطاقة.
هل لكم حملات توعوية لتعريف المواطن بأهمية هذه البطاقة؟
نحن لم نقم بحملات توعوية لإدراكنا أن مواطنينا في حضرموت لديهم توعوية كاملة لأهمية هذه البطاقة والحصول عليها بكل يسر وسهولة ويدركون أهميتها، فكل مواطني المحافظة يمتلكون كل الوثائق الثبوتية التي يرتكز عليها استخراج هذه البطاقة، والحمد لله الوعي موجود لدى المواطنين في ساحل حضرموت.
أما الحملات الاعلامية للتعريف بالبطاقة بالشريحة الذكية تكون عبر إعلام رئاسة المصلحة والإدارة العامة للتوجيه المعنوي بالوزارة.
يتم أيضاً حالياً استخراج البطاقة التقليدية، والبطاقة ذات الشريحة الذكية على حد سواء، هل التعامل سيستمر بالبطاقتين، أم الأخيرة ستلغي سابقتها في القريب العاجل؟
حقيقة إنه في جميع المحافظات المحررة تم إيقاف صرف البطاقة التقليدية من بداية العام الماضي 2024م وعدم اعتمادها في كثير من المعاملات وبشكل تدريجي منها استخراج الجوازات والتعاملات الحكومية، ويتم صرف البطاقة بالشريحة الذكية المعتمدة في جميع المعاملات الرسمية، وقد صدر تعميم من معالي وزير الداخلية في نهاية العام الماضي بتمديد التعامل بالبطاقة التقليدية لمدة ستة أشهر، ويعد التعميم منتهي.
تم في مايو الماضي تدشين إصدار السجل المدني الإلكتروني، ممكن تحدثنا عنه بإيجاز؟
حقيقة إن تدشين إصدار السجل المدني الإلكتروني جاء في إطار جهود المصلحة لتطوير وتحسين خدماتها وتسهيل إجراءات المواطنين وحرصها على إحداث نقلة نوعية في العمل الأمني لمواكبة التطورات المتقدمة، ويمثل خطوة كبيرة نحو التحول الرقمي الوطني، ويسهم في تقديم خدمات ذات جودة عالية بما يحمله من تقنيات متقدمة وضوابط أمنية صارمة سيكون أداة فعالة في تعزيز كفاءة الخدمات المدنية وضمان دقة البيانات وحماية الحقوق الشخصية، كما يتميز السجل المدني الالكتروني في توفير جهداً كبيراً في الوقت عند استخراج الوثائق، وتحقيق مستويات عالية من الدقة والسرية وحفظ البيانات.
كم عدد شهادات الميلاد والوفيات ودفاتر العوائل التي صرفت خلال النصف الأول من هذا العام؟
بالنسبة للوثائق التي صرفت خلال النصف الأول من العام الحالي 2025م فهي (10.880) شهادة ميلاد، و (1.006) شهادة وفاة، و(542) بطاقة عائلية، بالإضافة إلى (65) شهادة ميلاد لعدد من الأجانب المتواجدين في المحافظة.
كم بلغت حصيلة إيرادات فرع مصلحة الأحوال المدنية والسجل المدني بساحل حضرموت خلال العام الماضي 2024م، والنصف الأول من هذا العام؟
بلغت حصيلة إيرادات فرع المصلحة بساحل حضرموت خلال العام الماضي 2024م، والنصف الأول من هذا العام 2025م مائة واثنان وتسعون مليون ومائتان وسبعون ألفا ريالا يمني (192.270.000) ريال يمني لحساب السلطة.
ما هي الخطط المستقبلية لفرع المصلحة بحضرموت الساحل؟
خططنا المستقبلة كثيرة ولكن نبدأ بالأهم والضروري وهو التوسع في فتح فروع جديدة في عدد من مديريات ساحل حضرموت حسب الكثافة السكانية والبعد الجغرافي، وتوفير الأجهزة الخاصة وربطها بالشبكة المركزية، وتجهيزها كاملاً، ورفد مصلحة الأحوال المدنية بساحل حضرموت والفروع بالمديريات بالطاقم المؤهل والسعي إلى فتح أقسام خاصة للنساء في المديريات وتوفير كادر نسائي.
هل لكم رؤية لتطوير العمل وتجويده؟
نعم؛ لدينا رؤية لتطوير وإنجاح العمل بصورة مستمرة.
أبرز الصعوبات والتحديات التي تواجهكم؟
بالتأكيد توجد هناك صعوبات فلا يوجد عمل بدون صعوبات، والصعوبات كثيرة وهي أننا نعمل في ظروف استثنائية وصعبة، والتي تتمثل في مقدمتها مبنى فرع المصلحة بحضرموت الساحل، حيث أن المبنى قديم ومتهالك وما يتوافق مع برامجنا الرقمية الحديثة كونه من المرافق الحكومية الحيوية المهمة الذي يتردد عليه المواطنين يومياً، إضافة إلى انقطاعات التيار الكهربائي باستمرار مما يعرقل من مزاولة عملنا لتشغيل الأجهزة وآلات التصوير الخاصة بإعداد وتجهيز الوثائق الشخصية من خلال ضرورة وجود الطاقة البديلة، وعدم وجود حقيبة متنقلة بالفرع لمعاملات المرضى بالمستشفيات في الحالات الحرجة، والمقعدين في البيوت الذين يستلزمهم استخراج البطاقة بالشريحة الذكية.
كلمة أخيرة تود قولها في ختام هذا الحوار؟
في الختام أتوجه بالشكر الجزيل لوزارة الداخلية ممثلة في معالي الوزير اللواء الركن إبراهيم علي حيدان، ورئاسة المصلحة ممثلة في رئيس المصلحة اللواء الركن الدكتور محمد عيدروس باهارون، والسلطة المحلية بمحافظة حضرموت ممثلة في المحافظ الأستاذ مبخوت مبارك بن ماضي، ومدير عام أمن وشرطة ساحل حضرموت العميد مطيع سعيد المنهالي على جهودهم المبذولة لتذليل الصعوبات والعراقيل التي تواجهنا وجهودهم لغرض استمرارية العمل بفرع المصلحة والفروع، وادعو بقية المواطنين الذين لم يستخرجوا البطاقة الشخصية الذكية الإسراع لاستخراجها، والتعاون والابلاغ عن أي معوقات أو ابتزاز تواجههم أثناء سير معاملتهم، كما أشكر من خلالكم كوادر فرع المصلحة بساحل حضرموت الذين يتسابقون لخدمة المواطنين دون كلل أو ملل، ونشكر لفتتكم الكريمة بتسليط الضوء على فرع المصلحة.
