كشف الصحفي صالح بن مهنا، أحد منتسبي وكالة الأنباء اليمنية سبأ، عن تعرضه لاعتقال وصفه بـ"التعسفي" مساء الجمعة الماضية في مدينة حريضة بوادي حضرموت، مؤكدًا أن ما جرى يمثل تجاوزًا خطيرًا للدستور والقوانين النافذة.
وقال بن مهنا في تصريح لـ«صحيفة عدن الغد» إنه كان متواجدًا في أحد المتاجر عند الساعة الثامنة مساءً حين باغته جنود أمن حريضة واقتادوه دون أمر قضائي، موضحًا أنه سألهم عن أمر النيابة فجاء الرد: "لدينا أمر من الفندم"، ليتم نقله مباشرة إلى السجن ووضعه في زنزانة لمدة أسبوع كامل، وهو ما اعتبره انتهاكًا صارخًا لصلاحيات الأجهزة الأمنية التي يحددها القانون بـ 24 ساعة فقط.
وأضاف الصحفي بن مهنا أنه خلال فترة الاعتقال تعرض للتعذيب المادي والمعنوي، حيث مُنع من الاتصال بأسرته، كما حُرمت عنه الزيارات وإدخال الطعام، معتبرًا أن ذلك يمثل جريمة لا تسقط بالتقادم ويجب محاسبة من يقف خلفها.
وحول أسباب اعتقاله، أوضح أن البداية كانت برسالة نصية تلقاها من قائد أمن حريضة يطلب منه الحضور إلى مقر الأمن، لكنه فوجئ بأن الموضوع يتعلق بقضية أرض يدّعي شخص مجهول ملكيتها، في حين أن مثل هذه القضايا تخص القضاء والسلطة المحلية ولا تدخل ضمن اختصاص الأمن. وأكد أن الأمر الحقيقي كان ردة فعل على مقال نشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي انتقد فيه أداء الأجهزة الأمنية، ليقوم مدير الأمن ـ حسب قوله ـ باستغلال نفوذه والقوة العسكرية الخاضعة له في اعتقاله وممارسة التعذيب النفسي ضده، قبل أن يتم إطلاق سراحه بوساطة قبلية.
وأشار بن مهنا إلى أنه تقدم بشكوى جنائية رسمية إلى النائب العام ضد مدير الأمن، يطالب فيها بالإنصاف والتعويض استنادًا إلى المادة 51 من الدستور، ومحاسبة كل من يخالف القانون ويستغل منصبه لممارسة التعذيب المادي والمعنوي، مؤكدًا أن هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم ويعاقب من يرتكبها أو يصدر الأوامر بها.
وقال بن مهنا في ختام حديثه: "هذه ليست قضية شخصية، بل قضية رأي عام، فما يحدث للصحفيين في حضرموت من اعتقالات وتجاوزات يمثل خطرًا على الحريات، ويجب أن يتوقف فورًا."