يستعد المهرجان الدولي للأغنية الريفية والشعر الشعبي بمدينة المزونة التابعة لولاية سيدي بوزيد في تونس، لإطلاق دورته التاسعة والعشرين، مجسدًا بذلك عراقة التراث الريفي التونسي ومؤكدًا على أن الفن الأصيل رسالة ثقافية خالدة.
تحت شعار "الحركة الوطنية بلسان الذاكرة الشعبية"، يحيي المهرجان هذا العام ذكرى الشاعر المناضل أحمد السايح، ليحول الفعالية إلى منبر فكري وشعري يوثق دور الإبداع الشعبي في مقارعة الاستعمار وبناء الهوية الوطنية.
ندوة فكرية عربية تُبرز دور الشاعر الثائر سبيت
في صلب هذه الدورة، ستُعقد ندوة فكرية معمقة على مدى يومين متتاليين، 11 و 12 أكتوبر، بمشاركة نخبة من الباحثين العرب. وستشهد الندوة حضوراً يمنياً لافتاً يسلط الضوء على تجربة المقاومة العربية بالكلمة واللحن.
يمثل اليمن في هذه الندوة الباحث الأستاذ مجيب الرحمن الوصابي، الذي سيقدم مداخلة بعنوان:
“عبدالله هادي سبيت: الشاعر الثائر ودوره النضالي في مقارعة الاستعمار بالكلمة واللحن”
عبدالله هادي سبيت: قامة الشعر وسلاح الثورة
تعود أهمية هذه المداخلة إلى تناولها لسيرة عبد الله هادي سبيت (1918 – 2007)، وهو قامة يمنية متعددة المواهب من مدينة الحوطة بلحج، اشتهر بكونه شاعرًا، وملحنًا، ومناضلاً ساهم بفعالية في مقارعة الاستعمار البريطاني في جنوب اليمن.
سخّر سبيت شعره ونغمه كسلاح، فكانت قصائده الثورية، مثل "يا شاكي السلاح شوف الفجر لاح" و "يا ظالم لك يوم"، تُبث من إذاعة صوت العرب لتلهب حماس الجماهير وتدعو إلى التحرر، حتى تجاوزت شهرته الآفاق اليمنية. وبالإضافة إلى دوره النضالي، كان سبيت أحد رواد الفن الغنائي في لحج، وصاحب الأغاني العاطفية الخالدة مثل "يا باهي الجبين" و "سألت العين".
كما أن تسليط الضوء على تجربة سبيت في مهرجان المزونة يؤكد أن الأغنية الريفية والشعر الشعبي هما "سجل حي" يروي بطولات الأمة ويحفظ تاريخها النضالي من النسيان.
*من ناصر بن لزرق


