آخر تحديث :الأحد-28 سبتمبر 2025-12:13م
حوارات

مدير مكتب التعليم الفني بحضرموت: نعمل على استراتيجية تطوير التعليم الفني

الأحد - 28 سبتمبر 2025 - 10:49 ص بتوقيت عدن
مدير مكتب التعليم الفني بحضرموت: نعمل على استراتيجية تطوير التعليم الفني
(عدن الغد)خاص.

يلعب التعليم الفني والتدريب المهني دوراً مهماً في تأهيل الطلاب والشباب بالمهارات والمعارف اللازمة للعمل في مختلف المجالات وتعزيز التنمية الاقتصادية من خلال توفير عمالة مدربة ومتخصصة، وتوفير العمالة الماهرة، وتحسين جودة الحياة للطلاب وأسرهم وتطوير المهارات الشخصية وتقليل البطالة، وتعزيز فرص العمل الذاتي، وتعزيز الابتكار والابداع في مختلف المجالات.

موقع "عدن الغد" كان له هذا الحوار مع المدير العام لمكتب وزارة التعليم الفني والتدريب المهني بساحل حضرموت الدكتور سالم صلاح باجابر نتابع ذلك في ثنايا الأسطر الآتية:

حاوره / عبدالعزيز بامحسون

* ما هي أبرز الإنجازات التي تحققت منذ أن توليتم قيادة المكتب؟

نشكركم على إتاحة لنا الحديث، ونود أن نحدثكم ونحن ندشن عملية التسجيل والقبول وامتحانات المفاضلة لمعاهد التعليم الفني والتدريب المهني للعام 2025/ 2026م لما يربو عن (32) تخصص وسعة استيعابية بالمكلا لأكثر من (700) طالباً وطالبة، وهذا يعد إنجاز بحد ذاته من خلال الحفاظ على استمرارية التعليم والتدريب واستطعنا استكمال العام الدراسي الماضي بنجاح، وإجراء الامتحانات الوزارية في جميع المعاهد دون استثناء.

لقد تم تحقيق العديد من الإنجازات خلال العامين الماضيين، على الرغم من الظروف الصعبة من أبرزها:

ــ بناء وتجهيز المعاهد: حيث تم بناء معهدين للتعليم الفني أحدهما في المكلا وهو معهد الكويت المهني، والآخر في الشحر وهو مجمع النقيب للتعليم الفني والتقني بتمويل كويتي كريم، بالإضافة إلى إضافة فصول دراسية للمعهد المهني التجاري مجهزة بالكامل، وتجهيز ثلاث قاعات تدريب بتجهيزات حديثة، وترميم ستة مكاتب إدارية.

ــ تطوير التخصصات الحالية: تم في المعهد التقني الصناعي تطوير قسم التبريد والتكييف من خلال إعادة تأهيل وترميم عدد اثنان هناجر بالكامل من إضاءة وطاقة وتهوية وتكييف وتزويدهما بـستة مختبرات وورش عمل حديثة، وتوفير المواد التشغيلية اللازمة. كما تم إعداد (32) منهجًا حديثًا وتدريب المدربين في (12) برنامجًا داخليًا وخارجيًا استفاد منه أكثر من (600) مدرباً ومدربة وإدارياً.

ــ افتتاح أقسام جديدة: جرى تجهيز وافتتاح قسم الطاقة المتجددة بدعم من السفارة الكورية يشمل مختبرات حديثة، وكذا دعمه بعدد من أجهزة الطاقة والألواح من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.

ــ تحسين بيئة التدريب: ساهمنا بشكل ذاتي وبالتعاون مع المانحين في توفير مولد كهرباء بقدرة (50) كيلوواط، ومنظومة طاقة شمسية بـ (20) كيلوواط، و(15) ماكينة خياطة، بالإضافة إلى مختبر إلكترونيات وتحكم، ومختبر مساحة مجهز بطائرة درون وجهاز "ترمبل" و"جي بي إس".

ــ تنفيذ دورات تدريبية مكثفة: تمكنا من إنجاز أكثر من (61) دورة وبرنامج تدريبي في مجالات متنوعة ومطلوبة في سوق العمل، حيث انعكس ذلك في تحقيق قصص نجاح لكثير من خريجي هذه الدورات التحقوا بمهن أو بدأوا مشاريعهم الخاصة.


* ما هي المعايير والأسس المتبعة لسياسة القبول، وفتح تخصصات جديدة في المعاهد؟

إن سياستنا تعتمد على نهج مرن يتواكب مع احتياجات سوق العمل والمجتمع، فنحن نركز على شيئين رئيسيين عند تصميم البرامج التدريبية أو فتح تخصصات جديدة:

ــ تنوع الشرائح المجتمعية: نسعى لتشمل تخصصاتنا جميع فئات المجتمع وميولهم.

ــ الاحتياج الفعلي في سوق العمل: نحاول مواكبة التحديث والتجديد في المجتمع، ولهذا ركزنا على مجالات حيوية مثل الطاقة المتجددة، وصيانة الأجهزة، وتشكيل المعادن، والنجارة الحديثة لتلبية احتياجات الشباب والمواطنين للحصول على فرص عمل.


* تفتقر المحافظة إلى عدم تعدد المعاهد التخصصية كالفندقة والنفط والأسماك والبيطرة والزراعة، هل لديكم خطط مدروسة في إنشاء مثل هذه المعاهد؟

نعم؛ نحن بحاجة لمثل هذا النوع من التخصصات وبدينا بأعداد الدراسات والشراكة مع عدة جهات وسوف نبدأ قريبا بتخصص بحري في معهد الشحر، لكن قبل ذلك نحن حريصون على البناء الاستراتيجي لتطوير تخصصات التعليم الفني لذا قمنا وبالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني مثل مؤسسة العون للتنمية بتبنى استراتيجية ترتكز على ثلاثة عناصر أساسية:

ــ تهيئة البيئة المناسبة: من خلال تطوير القاعات، المختبرات، وتوفير الأجهزة والمعدات الحديثة.

ــ رفع كفاءة الكادر: من خلال تدريب الكادر على أحدث المناهج والمعدات.

ــ تطوير المناهج: بحيث تكون حديثة وتواكب الأطر الإقليمية والدولية.

وفي هذا الإطار تم تحقيق إنجازات كبيرة في قسمي التبريد والتكييف والطاقة المتجددة، من تطوير للمناهج وتوفير لأجهزة حديثة، بالإضافة إلى إرسال دفعات من المدربين لأخذ دورات تدريبية متقدمة في الخارج.


* يحظى التعليم الفني والتدريب المهني باهتمام الحكومة وذلك من خلال انخراط والتحاق الشباب والفتيات في المعاهد، كيف ترون من وجهة نظركم هذه الرؤية لهذا النوع من التعليم؟

من وجهة نظرنا، التعليم الفني هو عنوان التطور والحداثة والإعمار لبلادنا، هو المسار الأمثل لبناء المستقبل بمهن الحاضر، ولكن للأسف المكاتب الحكومية تعاني من ميزانيات شبه صفرية، وهذا يعيق جهودنا بشكل كبير، نحن نطالب باستمرار السلطات المحلية والوزارة بالنظر إلى هذا القطاع الحيوي بنظرة ثاقبة ورفده بالميزانيات اللازمة، لأنه يحتاج إلى أموال كبيرة لتوفير المواد التشغيلية والأدوات اللازمة للتدريب العملي.

* ماذا عن مجال التدريب في المجال التقني والمهني؟

نحن نركز إلى جانب التعليم المهني النظامي وبشكل كبير على التدريب في الدورات القصيرة، وقد تمكنا من إنجاز أكثر من (61) دورة وبرنامج تدريبي في مجالات حيوية خلال العام الماضي، وقد كان أهم ما يميز هذه الدورات أنها تتماشى مع احتياجات سوق العمل: مثل دورات الطاقة المتجددة التي تشمل أساسيات الكهرباء، وصيانة البطاريات، والانفرترات، و لا ينتهي البرنامج التدريبي إلا وقد التحق كثير من الخريجين بمهنة أو بدأوا مشروعهم الخاص، وبعضهم يتلقى حقيبة تمكين لبدء عمله، ولذا نحن نرى أن التعليم الفني ليس مجرد شهادة، بل هو فرصة لكسب الخبرة والمهارة.


* حدثونا عن أبرز الشراكات والاتفاقيات التي وقعتموها مع عدد من المنظمات المحلية والدولية؟

لقد تمكن المكتب من عقد شراكات فعالة مع منظمات ومؤسسات محلية ودولية تجاوزت (20) اتفاقية شراكة، ومن أبرز هذه الشراكات:

مؤسسة العون للتنمية: في جانب استراتيجية التطوير للتعليم الفني لجميع التخصصات والبناء المؤسسي، والتي ستستمر خمس سنوات، أما في جانب التدريب فتم توقيع شراكات مع مؤسسة صلة للتنمية لتنفيذ برنامج مهنتي (8 و9)، وكذا ائتلاف الخير، ومؤسسة حضرموت تنمية بشرية، ووكالة المنشآت الصغيرة سمبس، وصندوق تنمية المهارات، وصندوق دعم الشباب وغيرهم.

وفي جانب الانشاء والبناء تمت شراكات مع مؤسسة قطرات والوصول الإنساني.

كما تم عقد شراكات مع جهات دولية مختلفة شمل التعاون مع المؤسسات المانحة، وخلق فرص لإرسال مدربين لأخذ دورات تدريبية متقدمة في الخارج والحصول على شهادات دولية.


*قمتم مؤخراً بزيارات عمل إلى كل من الأردن ومصر والجزائر، ممكن تحدثونا عن نتائج هذه الزيارات؟

حقيقة إن زيارتنا مؤخراً لكل من المملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية مصر العربية، وجمهورية الجزائر كانت هدفها تعزيز التعاون الدولي والاستفادة من التجارب الناجحة في مجال التعليم والتدريب المهني. وقد حققت هذه الزيارات نتائج مهمة، حيث عقدنا في المملكة الأردنية شركات تدريب وتؤامة مع جهات معتبرة وإرسال دفعات من المدربين لأخذ دورات تدريبية متقدمة في التكييف المركزي وصيانة الانفرترات، بهدف الحصول على شهادة الجمعية الأمريكية للتبريد والتكييف (ASHRAE)، مما يعد نقلة نوعية في كفاءة الكادر التدريبي، أما عن نتائج زيارتنا لجمهورية مصر فهي للاطلاع على نموذج التعليم التطبيقي في مؤسسات تعليمية متقدمة كمركز تطوير التعليم الفني التابع لوزارة التربية والتعليم، حيث تركز التجربة المصرية على ربط التعليم الفني باحتياجات سوق العمل من خلال تحديث المناهج وإدخال التكنولوجيا الحديثة، وهو ما يتوافق مع استراتيجيتنا لتطوير التعليم الفني، كما أسفرت نتائج زيارتنا للجزائر عن توقيع بروتوكول خطة عمل للتعاون الفني للفترة 2025 ــ 2026م، التي تركز على تطوير الجوانب الفنية والرقمية وتوسيع التخصصات، كما تضمنت الخطة اتفاقًا على تدريب عدد من المدربين في الجزائر، وتبادل الخبرات الفنية، وتطوير برامج تدريبية موجهة حسب أولوياتنا، بالإضافة إلى تبادل المحتوى المهني والتقني، والاتفاق على إرسال خبراء جزائريين لتقييم المؤسسات التعليم الفني.

فعلى العموم كانت زيارتنا لهذه الدول ناجحة بكل المقاييس.

* هل ترون أن هناك تفاعل من الوزارة والسلطة المحلية بالمحافظة مع الجهود الذي يبذلها المكتب في حلحلة الجوانب المالية والإدارية ومشاريع المكتب داخل المحافظة؟

للأمانة، الموازنات الحكومية شبه صفرية، وقد قامت السلطة المحلية مشكورة بتقديم التسهيلات والدعم والاهتمام، لكن العملية التعليمية والتطبيقات العملية بالمعاهد تتطلب مبالغ عالية قد تصل 10 أضعاف الطالب الجامعي، ولذا الدعم ليس كافيا ولا مستمراً، نحن نحاول قدر الإمكان تسديد وقضاء هذه المعضلات، ونطالب باستمرار الدولة ممثلة في رئيس الوزراء والوزارة والسلطة المحلية بأن ينظروا إلى التعليم الفني بنظرة ثاقبة ويدعموه بميزانيات تليق بأهميته، لا يمكننا الاستمرار دون دعم مستقر يغطي تكاليف المواد التشغيلية، وصيانة المعدات، وحقوق الموظفين والمدربين الذين يعملون بجهد كبير في ظروف صعبة ومخاطرة مهنية.

* إذا كانت هناك توجد صعوبات، ممكن تذكر أبرزها دكتور سالم؟

أكثر الصعوبات التي تواجه المكتب حاليًا هي:

ــ الكادر الإداري والتدريبي: لدينا نقص كبير في عدد المدرسين والإداريين بسبب إحالة ما يقارب (200) موظفاً للتقاعد دون وجود بديل.

ــ نقص الدعم المالي: عدم وجود ميزانيات كافية للتشغيل، وعدم صرف الحوافز والرواتب الكافية، مما يثبط جهود الموظفين.

ــ قدم المناهج: مناهجنا قديمة ولا تواكب التطورات العالمية، خاصة في التخصصات مثل ميكانيكا وكهرباء السيارات وغيرها الكثير.

ــ صيانة المباني: بعض مباني المعاهد والسكنات الطلابية تحتاج إلى ترميم وصيانة عاجلة.

ــ الأراضي التابعة للمكتب: هناك إشكالية في حماية الأراضي التابعة للتعليم الفني من السطو ونتابع بشكل مستمر الجهات المعنية بذلك.